يسود اعتقاد في منطقة جازان أن شجرة الأراك التي تؤخذ منها أعواد السواك، ستنقرض إذا استمر جني جذورها بهذا المعدل، إذ ارتفع عدد المشتغلين في هذا المجال خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير كون هذا العمل لا يحتاج إلى رأسمال بحسب مسؤولين زراعيين وبائعين. يحيى ضعافي وهو أحد بائعي السواك في محافظة صبيا يفكر كما العشرات من أبناء «جازان» في التوجه إلى عمل آخر بسبب كثرة الدخلاء على هذه المهنة. وقال ل «الحياة»: «كثُر المنقبون عن أشجار الأراك في المنطقة بشكل لافت وغالبيتهم من العمالة الأجنبية الذين يقومون بالحفر واستخراج السواك بكميات كبيرة، حتى أصبحت تجارة المساويك لا تساوي المجهود الذي يبذل في البحث عنها والوقت الذي يستغرق في بيعها، على رغم الطلب المتزايد نسبياً عليها، لدرجة أنني أفكر بترك هذا العمل والبحث عن مصدر رزق آخر». وأبدى متخصص في وزارة الزراعة في منطقة جازان (فضل عدم ذكر اسمه) مخاوف من انقراض هذه الشجرة لكثرة البحث عنها وقطع جذورها لغرض التجارة. وقال ل «الحياة»: «الكثير من الزوار يأتون للحصول على أغصان السواك وتصديره إلى خارج المنطقة بغرض التجارة». وتتركز زراعة شجرة الأراك في المناطق الساحلية الشديدة الحرارة كمنطقة جازان، وهي دائمة الخضرة لها ثمر صيفي يسمى «الكباث» يشبه الكرز الأحمر، وطعمه حلو يميل إلى الحرارة، فيما تقلع جذورها التي يطلع عليها السواك وتباع للمستهلكين. وللسواك مكانة كبيرة لدى المسلمين ويذكر إمام أحد المساجد الشيخ عطا عثمان رحماني أنهم دائماً يبحثون عن المساويك لتوزيعها في المسجد كصدقة جارية. الدكتور محسن حسين خردلي اختصاصي انف وأذن وحنجرة في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان تحدث عن أبحاث طبية وصيدلانية أثبتت أن السواك المأخوذ من شجرة الأراك غني بالمواد المطهرة والمنظمة والقابضة والمانعة للنزيف الدموي والعفونة والقاتلة للجراثيم خصوصاً في الفم واللثة والحلق.