طهران، بروكسيل، مدريد – رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» – شدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس، على ان اجهزة الامن تشكل «قبضة حديد» حيال الفاسدين والمخلّين بالأمن في البلد، فيما اشار احد قادة «الحرس الثوري» الى ان 36 شخصاً قُتلوا خلال الاضطرابات التي أعقبت اعادة انتخاب نجاد في 12 حزيران (يونيو) الماضي، بينهم ثلاثة في معتقل في طهران. وقال نجاد خلال مراسم تخريج الدفعة الثالثة والعشرين من ضباط كلية الشرطة ان «قوى الامن والشرطة تقف الى جانب الشعب ومواكبة له وتعمل في خدمته وتتعامل بالرأفة معه، وتشكل قبضة حديد حيال الفاسدين والمخلّين بالامن والمتطاولين على حقوق الشعب». وأضاف أن «طريق الشعب الايراني مشرق وهو عازم على تحقيق اهدافه. المستقبل حليف الشعب الايراني والجمهورية الإسلامية المظلومة والقيم الإلهية التي يحملها الشعب»، مشيراً الى أن «الأعداء بخططهم المعقدة والخبيثة حاولوا استهداف عظمة الشعب الايراني وتضامنه المنقطع النظير وتمسكه بأهداف الثورة وطريق ولاية الفقيه. تصوروا ان في إمكانهم، من خلال عدد من الأبواق الإعلامية وإثارة الشكوك وبعض التحركات المخربة في بعض الاماكن، تشويه الصورة اللامعة للشعب الايراني والمساس بالأمن الإلهي والمستقر في البلد». في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «اعتماد ملي» الاصلاحية عن عبدالله اراكي احد قادة «الحرس الثوري» في طهران قوله: «على رغم الأنباء التي تنشرها شبكات (الإعلام) الاجنبية، أودت أعمال الشغب بحياة 36 شخصاً بينهم 3 توفوا في مركز «كهريزاك» للاعتقال و10 في اماكن غير محددة، والباقون قتلوا بالرصاص، لكننا لا نعرف اين ولا من أطلقه». ولم يوضح أراكي ظروف موت المعتقلين في «كهريزاك» الذي امر المرشد علي خامنئي بإغلاقه، لكن وسائل اعلام ومسؤولين في المعارضة الايرانية تحدثوا عن معتقلين تعرضوا للتعذيب او ضُربوا حتى الموت. وكان موقع إلكتروني إصلاحي افاد الاثنين الماضي بأن عدد القتلى خلال الاضطرابات بلغ 77 شخصاً، مضيفاً ان «معلومات جديدة تشير الى ان عدد الشهداء قد يزيد عن مئة». في بروكسيل، أعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي عن قلقها حيال تصعيد السلطات الايرانية الحملة على الاصلاحيين أخيراً. وجاء في بيان لها: «قد يبدو هذا الامر جهداً متناسقاً لكم افواه المعارضة السلمية ووقف نشر معلومات حول وضع المعتقلين بعد الانتخابات الايرانية». ودعت طهران الى «اطلاق كل المعتقلين والمتهمين بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم»، والى «كشف كل المعلومات المتعلقة بمصير الاشخاص الذين ما زالوا في السجون». وكانت الشرطة الايرانية اعتقلت الثلثاء الماضي علي رضا بهشتي كبير مستشاري مير حسين موسوي المرشح الاصلاحي للانتخابات الرئاسية، ومرتضى الويري الرئيس السابق لبلدية طهران ومساعد المرشح الاصلاحي الآخر مهدي كروبي. ونقل الموقع الالكتروني لموسوي عن زوجة بهشتي الذي يرأس لجنة معارضة تنظر في انتهاكات تعرض لها متظاهرون احتُجزوا خلال الاضطرابات، قولها ان 5 ضباط أمن شاركوا في دهم منزل العائلة حيث فتشوا «في كل مكان حتى في غرف النوم» 5 ساعات واستولوا على حاجيات شخصية ووثائق، مشيرة الى ان الاسرة عوملت «بطريقة غير مهذبة». وبهشتي هو نجل محمد حسيني بهشتي اول رئيس للمحكمة العليا في ايران بعد الثورة الاسلامية عام 1979، وقُتل في تفجير عام 1981. وفي مدريد، اعتبرت المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام ان الاضطرابات قد تتجدد. وقالت ان «الشعلة خفتت، لكنها تنتظر فقط فرصة للتوهج مجدداً»، مشيرة الى ان انتهاكات حقوق الانسان في ايران ازدادت خلال عهد الرئيس محمود احمدي نجاد.