اقيمت امس مسيرات وتظاهرات واسعة في انحاء الضفة الغربية احتجاجا على الاقتحامات التي تعرض لها المسجد الاقصى المبارك اخيراً على ايدي رجال الشرطة والمتدنيين اليهود. وجرى اعنف هذه التظاهرت في مخيم شعفاط في القدس، وفي مخيم قلنديا شمال المدينة، وشارك فيها المئات من المواطنين الذين رشقوا قوات الجيش بالحجارة، فيما رد الجنود بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت على المتظاهرين، ما اسفر عن اصابة 16 متظاهرا في مخيم قلنديا، اثنان منهم برصاص حي، والباقون برصاص معدني مغلف بالمطاط. ومنعت الشرطة الفلسطينية مسيرات دعت اليها حركة «حماس» في مدن نابلس والخليل مستخدمه الهروات والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت. وقال شهود ان الشرطة اعتقلت اربعة من المشاركين في مسيرة نابلس. وفي قطاع غزة، خرج الآلاف من انصار حركة «الجهاد الاسلامي» في مدينة خانيونس بمسيرة جماهيرية حاشدة يتقدمها قادة الحركة دعماً ونصرة لاهل القدس. وكانت «الجهاد» اعلنت النفير العام دعماً للقدس والمقدسيين ومساندة لهم في ظل الهجمة الاسرائيلية التي يتعرضون لها. وفي القدسالمحتلة، اضطر المئات من الشبان الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من أسوار البلدة القديمة وفي بعض أزقتها بعد أن حالت القيود الإسرائيلية دون أداء من هم دون سن الخمسة والثلاثين عاما الصلاة في المسجد الأقصى. وقال شهود إن عشرات الشبان أدوا صلاة الجمعة في منطقة باب العامود القريبة من أسوار القدس القديمة، وعشرات آخرين أدوا الصلاة في بعض أزقة البلدة، وفي وادي الجوز القريبة. وانتشرت شرطة الاحتلال وقوات «حرس الحدود» في القدس، خصوصا على مداخل البلدة القديمة وأزقتها وعلى أبواب المسجد. وقال ناطق باسم الشرطة: «نواصل فرض إجراءات أمنية في القدس مع التركيز على المنطقة في وحول البلدة القديمة». رغم ذلك، يعتزم عشرات المتطرفين اليهود التظاهر في باحة المسجد الاقصى غداة قيام الشرطة الاسرائيلية بمنعهم من الوصول الى الباحة، في خطوة تهدد باندلاع دورة جديدة من اعمال العنف. وكان نحو 150 متطرفا يهوديا، غالبيتهم من الشبان المتدينين، توجهوا مساء الخميس الى البلدة القديمة للمطالبة ليس فقط بالحق في الصلاة في باحة الاقصى بل باستعادة الاقصى الذي يطلقون عليه جبل الهيكل. عقوبة الهدم من جهة ثانية، اقتحمت الشرطة الاسرائيلية امس منزلي عائلة الشهيدين ابراهيم العكاري ومحمد جعابيص الذين قاما بعمليات دهس اسرائيليين في القدس، وأخذت قياسات للمنزلين بهدف هدمهما. وجاء اقتحام المنزلين بعد ساعات من قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو هدم منازل من أسماهم «مرتكبي العمليات الارهابية». وقال شاكر جعابيص شقيق الشهيد ان الشرطة الاسرائيلية أخذت قياسات المنزل الواقع في قرية جبل المكبر في مدينة القدس بهدف هدمه في ما يبدو. واوضح ان الشرطة اخذت قياس المنزل من الداخل والخارج والسطح. واستشهد محمد جعابيص (21 عاما) في الرابع من آب (أغسطس) الماضي بعد اصطدام جرافة كان يقودها بحافلة. أما الشهيد العكاري، فاستشهد الأربعاء الماضي الموافق الخامس من الشهر الجاري.