حاصرت قوات من جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي منزل الفدائي الفلسطيني منفذ عملية الدهس الشهيد «عبد الرحمن الشلودي» في حي سلوان ببلدة سلوان بمدينة القدسالمحتلة تمهيداً لهدمه. وقالت مصادر الجزيرة في مدينة القدس: «إن قوات الاحتلال حاصرت المنزل من جميع الجهات، وقامت بتصوير المكان بحضور العشرات من أفراد الشرطة الإسرائيلية، وسلَّمت ذوي الشهيد إخطاراً بهدم المنزل خلال 48 ساعة». وأوضحت والدة الشهيد أنها تسلمت قرار الهدم العسكري بعد اقتحام المنزل. وقالت والدة الشهيد عبد الرحمن الشلودي، «إيناس الشلودي»: «إن قوات الاحتلال دهمت منزل العائلة في بلدة سلوان، وسلمتها أمراً عسكرياً بهدم المنزل خلال 48 ساعة حتى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد». وذكرت والدة الشهيد أن العائلة أفرغت المنزل من الأثاث خوفاً من الهدم أو الإغلاق في أي لحظة، وتجنيباً لأطفالها من الخوف والرعب أثناء الهدم. وكانت قوات الاحتلال قد قامت في وقت سابق باقتحام المنزل، واعتلاء أسطحه، وأجرت القياسات الكاملة له. علماً بأن منزل الشلودي يقع ضمن بناية سكنية (الطابق الرابع). وكان «الفدائي الشلودي» قد استشهد بُعيد إصابته برصاص حارس أمن إسرائيلي بعد قيامه بدهس عدد من المستوطنين الصهاينة قبل أسبوعين؛ ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ثمانية آخرين. وسلم الاحتلال أيضاً عائلة الشهيد المقدسي «محمد جعابيص» في جبل المكبر قرار هدم عسكري لمنزلهم. يُشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صادق مؤخراً على هدم أو إغلاق منازل منفذي عمليات الدهس والطعن، في إجراء يعتقد أنه رادع. وأمر نتنياهو بالإسراع في هدم منازل مرتكبي ما أطلق عليها العمليات الإرهابية في القدس، مع الإشارة إلى أن طواقم الاحتلال أجرت مسحاً وتصويراً لمنازل شهداء القدس منفذي عمليات الدعس والطعن الأخيرة «عبد الرحمن الشلودي وإبراهيم العكاري ومحمد الجعابيص ومعتز حجازي من القدس» تمهيداً لهدمها بالكلية. وأشعلت «إسرائيل» الدولة القائمة بالاحتلال والبطش والعنجهية مؤخراً فتيل الغضب الشعبي الفلسطيني من خلال تزايد انتهاكاتها المتواصلة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، التي طالت المسجد الأقصى المبارك. وفي محاولة عالمية لنزع فتيل ثورة فلسطينية جديدة، عنوانها «الأقصى ليس وحيداً»، عُقدت في العاصمة الأردنية «عمان» قمة ثلاثية مفاجئة بين العاهل الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبحث السبل الكفيلة بتهدئة التوتر في القدس والمسجد الأقصى، وتهيئة الظروف لمعاودة مفاوضات السلام، وسط تشاؤم حيال المواقف الإسرائيلية المتعنتة. في غضون ذلك، كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن أن أذرع الاحتلال الإسرائيلي وطواقم تابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة بدأت في الأيام الأخيرة بنصب لافتات جديدة في أنحاء البلدة القديمة وأزقتها، وبخاصة تلك القريبة من المسجد الأقصى المبارك، وذلك باللغات الثلاث العبرية والعربية والإنجليزية. وأوضحت المؤسسة في بيانٍ، تلقت الجزيرة نسخة عنه، أن «بلدية الاحتلال تعمّدت استعمال المصطلحات والمسميات التي تخدم بالأغلب مشروعها التهويدي، وتمرير الأسماء التلمودية/ التوراتية، خاصة تلك المتعلقة بالمسجد الأقصى، وحائط البراق وباب المغاربة». وأكدت مؤسسة الأقصى أن الاسم الصحيح هو المسجد الأقصى (بكامل مساحته 144 دونمًا فوق الأرض وتحتها) باللغات كلها، وحائط البراق أيضاً باللغات كلها. وحذّرت المؤسسة من أهداف الاحتلال من نصب هذه اللافتات واعتماد هذه المسمّيات والمصطلحات، مؤكدة أن الاحتلال لطالما اعتمد المسميات من أجل تمرير الروايات التوراتية والمخططات التهويدية.