قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه سلم نظيره الأميركي جون كيري أدلّة تثبت تورط المعارضة السورية بالهجوم الكيماوي في ريف دمشق، مشيراً إلى أن بلاده لا تتمسّك بالرئيس السوري بشار الأسد كرئيس لسورية، وأن ما يهم هو الحفاظ على سورية موحّدة ومستقلة. وأعرب لافروف، في مقابلة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن اعتقاده أن "هناك أدلة جيدة جداً لإثبات تورط المعارضة في هجوم الغوطة في آب/أغسطس". وأضاف: "قدمت للتو مجموعة من هذه الأدلة لوزير الخارجية الأميركية عندما التقينا قبل ساعتين، وليست هذه الأدلة شيئاً جديداً، بل هي متوفرة على شبكة الإنترنت". ولفت إلى "تقارير كتبها صحافيون زاروا الموقع، وتحدثوا إلى المقاتلين، الذين قالوا إنهم حصلوا على بعض الأسلحة والذخائر غير العادية من بعض البلدان الأجنبية ولم يعرفوا كيفية استخدامها". وأشار إلى "أدلة من راهبات يعشن في دير قريب زرن الموقع". وقال إنه "بالإمكان قراءة تقييمات خبراء السلاح الكيماوي، الذين يقولون إن الصور التي عرضت لا تعود لحالة حقيقية استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية"، مضيفاً: "نعرف أيضاً عن الرسالة المفتوحة التي أرسلت إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما من قبل عملاء سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، يقولون فيها إن الجزم باستخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي زائف". وذكر لافروف أن "روسياوالولاياتالمتحدة اتفقتا على أن العمل على إعداد قرار دولي في مجلس الأمن في شأن الأسلحة الكيماوية السورية، يجب أن يجري على أساس اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في جنيف"، وقال إن "اتفاق الإطار الصادر في جنيف مفتوح ويمكن للجميع الاطلاع على مضمونه". وأكد أنه "اتفق مع كيري على التمسك بهذا الاتفاق لدى إعداد مشروع القرار الدولي في مجلس الأمن". وشدد الوزير الروسي على أنه "لا يرى أي تعارض بين موقفي البلدين، طالما تتوافقان مع اتفاق الإطار الذي صدر في 14 أيلول/سبتمبر الفائت". ورداً على سؤال، إن كانت روسيا تتمسك بالرئيس السوري بشار الأسد، قال لافروف إن "موسكو لا تتمسك بأحد، لسنا مهتمين بأي شخصية، نحن مهتمون بالحفاظ على سورية كقطعة واحدة، وأرض موحدة، وسيدة، ومستقلة، وعلمانية، حيث تحترم حقوق كافة المجموعات والإثنيات وغيرها بشكل كامل، وهذا هدف أعتقد أنه موجود أيضاً عند الولاياتالمتحدة". وعن التطورات في العلاقات الأميركية- الإيرانية، قال لافروف إن "ما سمعناه من طهران مشجع، لقد أكدوا على الحاجة لمواصلة المفاوضات، وعبروا عن الرغبة والاستعداد ليكونوا أكثر شفافية وتركيزاً للتوصل إلى نتيجة". ورأى أنه في "حال إحراز تقدّم في ما يخص قضية النووي الإيراني، فإنه ينبغي حينها أن يتبع ذلك تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران".