حماسة كبيرة عاشها انطلاق الدوري السعودي هذا الموسم بمسماه الجديد «دوري عبداللطيف جميل»، أبقى التفاعل الكبير حياً حتى وهو يودع جولته الرابعة، الانفعالات الكبيرة والنتائج الثقيلة في بعض المواجهات، أفقدت البعض الرغبة في مقارنة المواسم الماضية بالحالي. لكن المقارنة تكشف عن واقع مختلف دائماً، إذ تقول عن الدوري هذا الموسم وبعد أربع جولات فقط: إن الحضور الجماهيري أو حتى التهديفي لم يتغير كثيراً عن حاله في الفترات المشابهة من الموسم الماضي، إذ سجل موسم 2011 حضوراً جماهيرياً أكبر، كما شهد موسم 2010 الرقم التهديفي الأكبر، وبفارق هدف واحد عن الموسم السابق والحالي. وتباينت معدلات التهديف في المواسم الأربعة الماضية في الجولات الأربع الأولى من دوري المحترفين السعودي من موسم لآخر، إذا ما استثنيا موسم 2009 كونه ضم 12 نادياً فقط قبل إقرار الزيادة إلى 14 فريقاً، سجل حينها في الجولات الأربع الأولى 61 هدفاً، ليرتفع في الموسم الذي يليه إلى 93 هدفاً، غير أن المعدل عاد إلى الانخفاض في موسم 2011 ليصل إلى 69 هدفاً، وفي موسم 2012 عاد إلى الارتفاع ليصل إلى 92 هدفاً وهو الرقم ذاته في الموسم الحالي. كما أن أرقام الحضور الجماهيري تباينت في المواسم الثلاثة الماضية من جولاته الأربع الأولى في الدوري، إذ وصل ذروته في موسم 2011 حين بلغ 152049 مشجعاً، وفي موسم 2012 عاد إلى التراجع فوصل 120105. ولم يختلف الحضور الجماهيري هذا الموسم كثيراً عن الموسم الذي سبقه إذ وصل الرقم إلى 120479 مشجعاً. ويرتفع الحضور الجماهيري من جولة إلى أخرى بحسب المباريات القوية والجماهيرية، وغالباً ما تكون الأكثرية في الحضور الجماهيري في المباريات الحاسمة من الدوري في الجولات الثلاث الأخيرة التي تتضح فيها معالم بطل الدوري. وعلى رغم شعبية الدوري السعودي بين نظرائه العرب إلا أن معظم المنشآت الرياضية تفتقد كثيراً من وسائل جذب الجماهير من مرافق عامة ووسائل ترفيه وتنظيم، وفي المباريات الجماهيرية تضطر الجماهير إلى الحضور في وقت باكر قد يصل إلى 6 ساعات قبل بداية اللقاء لحجز مقعد، لأن التذاكر الإلكترونية لم تفعل بعد. وعلى العكس فالمعدل التهديفي يتباين من جولة إلى أخرى ولا يعتمد على قوة أو حساسية المباراة، إذ ينخفض في شكل تدريجي مع نهاية الدوري وتحديداً في الجولات الحاسمة، في ظل بحث الأندية عن الحفاظ على نقاطها ومراكزها. المتابع للدوري السعودي ينتظر تفاعلاً أكبر من الجماهير لتجاوز الأرقام المخيبة التي حضرت في شكل ملاحظ في الموسم الماضي، وفي المقابل يفترض أن يتقبل المهتمون تراجع المعدل التهديفي، والاعتماد عليه مؤشراً لتطور الفرق وتحسن دفاعاتها.