وقعت هجمات جديدة في العراق أمس، قتل خلالها 24 شخصاً، بينهم 14 قضوا في هجوم انتحاري مسلح في كركوك، في استمرار لمسلسل العنف اليومي الذي حصد أرواح 660 شخصاً منذ بداية الشهر الجاري. في هذا الوقت، اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي أن البلاد تشهد «أعمال قتل على الهوية وعلى الاسم»، مشيراً إلى أن الإرهابيين تمكنوا من وضع «الحواجز» بين أبناء العراق. وقال إن «الإرهاب والإرهابيين يأتون من الخارج وهناك متعاونون معهم في الداخل»، وقال محذراً الطائفيين: «مهما سفكتم من دم شيعي أو دم سني أو كردي أو مسيحي أو أيزيدي، فهذا لن يعطيكم فرصة لأن تكونوا حاكمين». وأضاف في خطابه الأسبوعي، عبر قناة «العراقية» شبه الرسمية: «بالأمس وقع تفجير إرهابي غادِر في مجلس عزاء في مدينة الصدر (الشيعية)، ومعروف من يستهدف، مقابل تفجير إرهابي آخر في مجتمع آمن في الأعظمية (حي سني)، وفي الدورة وجامع في سامراء وآخر في كركوك، فقتل الكردي والتركماني والعربي، وقتل الشيعي والسني. إنهم دعاة قتل، وهذا يقتضي منا أن نثقف أنفسنا وأبناءنا، وأن يعي جميع العراقيين أن القضية تحتاج إلى وقفة شجاعة واضحة. علينا أن نرفض هؤلاء، وأن نتعاون. إن ما يجعلنا نتفاءل بالمستقبل هو وجود الخيِّرين من أبناء هذا المجتمع». وتابع: «نريد ثقافة تركز على أن الدولة مسؤولة عن الأمن وليست عصابات ومليشيات وقتلة وأمراء حرب، إن السلاح هو سلاح الدولة، وهي المسؤولة، وأن تحاسَب حينما تقصِّر، ولكن حينما تشيع ثقافة المليشيات والعصابات ستكون الدولة في وضع صعب في توفير الأمن للمواطن». من جهة أخرى، قال اللواء الركن محمد خلف الدليمي، إن «14 شخصاً هم ثلاثة جنود وسبعة مدنيين وأربعة مسلحين، قتلوا وأصيب 22 في هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين أعقبه هجوم مسلح وسقوط قذائف هاون». وأوضح أن «مسلحين فجروا سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان حاولا اقتحام مبنى في قضاء الحويجة. وتبع ذلك هجوم بقذائف الهاون، واشتبك فوج التدخل السريع والمغاوير مع المسلحين (...) وأحبط محاولة اقتحام مبنى قضاء الحويجة». إلى ذلك، قتل عشرة أشخاص، بينهم ستة من عائلة واحدة. كما قتل جندي وأصيب اثنان آخران في هجوم مسلح استهدف سيارة مدنية على الطريق الرئيسي في منطقة التاجي.