أرسل النظام السوري تعزيزات أمس في محاولة لفك الحصار عن موقعي وادي الضيف والحامدية قرب معرة النعمان في شمال غربي البلاد وتعزيزات أخرى لاقتحام بلدة رئيسية في جنوب البلاد. وأعلن عن سقوط 13 مقاتلاً من المعارضة بينهم مسؤول كتيبة عسكرية في الجنوب، في وقت واصل مقاتلون من فصيل كردي موال تنفيذ عمليات عسكرية للسيطرة على مراكز للنظام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن 28 من مقاتلي «الجيش الحر» و13 جندياً نظامياً قتلوا في اشتباكات عنيفة في أطراف دمشق وخصوصاً في داريا جنوباً وحرستا في الشمال، في وقت وصلت تعزيزات إلى داريا بالتوازي مع عمليات نسف منازل تقع بين المدينة ومطار المزة العسكري الذي شهد حفر خنادق في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الطيران الحربي شن غارات عدة على مناطق في الغوطة الشرقية «ما أدى إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل». وقصف الطيران المروحي بلدة العبادة ما أدى إلى سقوط جرحى، إضافة إلى حصول اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في البلدة وسط قصف مدفعي وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتعرضت مدينة الزبداني غرب العاصمة لقصف براجمات الصواريخ، ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل. وأفاد المرصد أن مقاتلاً من مدينة داريا توفي متأثراً بجروحه أمس وقتلت طفلة من بلدة معضمية الشام نتيجة قصف القوات النظامية للبلدة. وقصفت قوات النظام مخيم اليرموك وحي القدم ما أدى إلى أضرار مادية، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية عند أطراف حي جوبر من جهة العباسيين شارك فيها مقاتلون من «لواء سعد بن عباده الخزرجي» المعارض ووردت أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين. فيما دارت اشتباكات أخرى في حي التضامن قرب مخيم اليرموك. وقال المرصد إن 12 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة قتلوا أول من أمس في اشتباكات مع القوات النظامية عند أطراف بلدة شبعا بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي». وفي درعا جنوب البلاد، تعرضت بلدة غباغب لقصف من القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. كما قتل رجل من بلدة عمورية اثر استهداف سيارته من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أضاف أن «اشتباكات عنيفة دارت أمس بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة على الجهة الشرقيةوالجنوبية لمدينة الصنمين في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدة. وقالت «سانا - الثورة» إن قوات النظام حاولت «اقتحام المدينة من الجهة الجنوبية بأعداد كبيرة من الجنود والآليات الثقيلة». وقصفت قوات النظام مدينة خان شيخون في إدلب في شمال غربي البلاد. واُعلن مقتل قائد «كتيبة صقر قريش» أنيس محمد جاموس متأثراً بجروح أصيب بها أول من أمس إثر مكمن نصبته القوات النظامية على طريق داعل - طفس. وتعرضت بلدات داعل وكفرشمس وأم المياذن للقصف من قبل القوات النظامية منتصف ليل أول من أمس، علماً أن المعارضة كانت سيطرت على أم المياذن، أكبر نقطة حامية لمعبر نصيب الحدودي مع الأردن. وفي محافظة حمص، نفذ الطيران الحربي غارات على بلدة تلبيسة ما أدى إلى مقتل طفلة وسقوط عدد من الجرحى. وسقط مقاتل من بلدة تسنين في اشتباك في بلدة أم شرشوح. وأضاف المرصد أن اشتباكات دارت أمس بين رتل من القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة حيش في ريف إدلب في شمال غربي البلاد «في محاولة من القوات النظامية منذ أكثر من شهرين لفك الحصار عن معسكري الحامدية ووادي الضيف وإيصال الإمدادات العسكرية لهما وسط قصف عنيف على المنطقة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وتابع أن القوات النظامية شنت أمس «حملة دهم واعتقال عشوائي في الحي العتيق في دير الزور (شمال شرق)، طاولت عدداً من المواطنين، وترافق ذلك مع قصف من القوات النظامية على أحياء وتحليق للطيران الحربي في سماء المدينة». وتردد أن جهوداً بذلت في موازاة ذلك لإبرام تسوية بين النظام و «الجيش الحر» في دير الزور لتجنيب مناطق في المدينة مزيداً من الاشتباكات. وفي شرق دير الزور، سيطر مقاتلون من وحدات حماية الشعب التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» على حي الناصرة في المدينة بعد اشتباكات مع مسلحين موالين للنظام في الحي، وأسفرت عن مقتل عنصر من «الحماية» وخمسة مسلحين موالين للنظام. وفي حلب شمالاً، أعلنت المعارضة أن «الجيش الحر أعاد السيطرة على قرية عزيزة» التي تطل على مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي، وكانت معلومات تحدثت عن سيطرة للجيش النظامي عليها. وسجلت في الفترة الأخيرة أكثر من حادثة صدام بين قوات النظام وقوات الحماية المقربة من النظام السوري بحسب اعتقاد المعارضة، وذلك بعد المصالحة بين أنقرة و»حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان. إلى ذلك، اتهم «المرصد السوري» كتيبة من قوات المعارضة بتعذيب مدنيين وابتزازهم في مدينة حلب في شمال سورية. وقال إنه «شعر بأنه مضطر لأن يخص بالذكر كتيبة شهداء بدر التابعة لكتائب أحرار سورية بعد أن جمع عدداً كبيراً من روايات الشهود التي تشير إلى عمليات اعتقال وتعذيب متكررة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «مثل هذه الأحداث تزداد انتشاراً على الجانبين للأسف. كثير من هؤلاء مدنيون وليسوا مقاتلين. وقائع مثل هذه تحط من قدر الثورة التي بدأها الشعب».