دخلت دبي أمس المرحلة العملية ل «مترو دبي» مسجلة تحدياً جديداً لأزمة المال العالمية التي أصابت قطاعات مهمة فيها، من خلال استكمال المشاريع التي كانت مرسومة للإمارة خلال السنوات الماضية، وأبرزها المترو. وانطلقت عربات المترو العامل من دون سائق أمس، ليصل بين 10 محطات سميت ب «الخط الأحمر»، ويبلغ طوله 41 كيلومتراً تشكل المرحلة الأولى من المشروع، بطول 131 كيلومتراً ويربط بين 29 محطة ستُفتتح في الأشهر المقبلة. وشكّل انطلاق المترو أمس عبر المحطات العشر الرابطة بين المراكز التجارية ومطار دبي الدولي والمرافق الأساسية في المدينة، سابقة جديدة لدبي في الدخول الى عوالم اقتصادية متقدمة لأنه المترو الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وسجلت دبي اللحظات الأولى لانطلاق المترو في احتفال ضخم تحاول من خلاله التأكيد على استمرارها في ريادة المشاريع، ومن ثم قدرتها على تحدي أزمة المال العالمية. ودشن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مساء أول من أمس، «الخط الأحمر» من مترو دبي في افتتاح رسمي، معلناً من محطة «مول الإمارات» تسيير رحلات المترو رسمياً على هذا الخط اعتباراً من صباح أمس. وحجز من هذه المحطة التذكرة الأولى للمترو، يرافقه مسؤولون في دبيوالإمارات ووزراء وجمع من الإعلاميين والصحافيين المحليين والعرب والأجانب. وأكد محمد بن راشد في حوار مع الصحافيين الذين رافقوه في الرحلة الأولى للمترو، أن تأثيرات أزمة المال العالمية في الإمارات «بدأت تخفّ ودبي في وضع قوي». واعتبر أن دبي «ليست وحدها التي تعاني أزمة اقتصادية، فنحن جزء من العالم، لكننا استطعنا أن نتعلم من هذه الأزمة، وأهم ما تعلمناه هو التحدي، وأصبحنا نفكر بموضوعية وتأن، ولا نستعجل في الاتجاه إلى مشاريع غير مربحة». وتابع: «أجلنا بعض المشاريع على الورق، لكن القائم منها مستمر والدليل على ذلك، مشروع مترو دبي»، الذي «يحمل دلالة كبرى وعميقة، إذ يمثل بداية ومنعطفاً تاريخياً يذكرنا بالشحنة الأولى التي وصلت إلى ميناء الشيخ راشد، وكانت سبباً في دخول دبي في عصر التطور، الذي يوضح الطريقة التي نهضت بها دبي في غضون فترة قليلة». ورأى المراقبون في دبي أن انطلاق المترو في رحلته العملية أمس، يواجه تحديات كسر «ثقافة عصر السيارة»، التي تعد وسيلة النقل المفضلة ويتجاوز عددها في دبي وحدها 1.5 مليون سيارة. ويعود التحدي الى قدرة وسيلة النقل الجديدة على استرداد الاستثمارات الضخمة التي وُظّفت في هذا المشروع العملاق الذي استغرق إنجازه 4 سنوات، وارتفعت كلفته من 16 الى 29 بليون درهم ( 8 بلايين دولار). وأكد رئيس دائرة النقل في دبي مطر الطاير، أن المشروع «سيحقق في السنوات العشر المقبلة دخلاً يقدر بنحو 17 بليون درهم (نحو 5 بلايين دولار)». وقال «جرى التزام تنفيذ مشروع مترو دبي بأعلى معايير السلامة العالمية، واستُعين بمؤسسات دولية لتقويم هذه المعايير في كل مراحل المشروع، واستخدم احدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة القطارات وتوفير كل وسائل الراحة والرفاهية للركاب». واعتبر أن «القطارات ستتلاحق بمعدل واحد كل عشر دقائق، بطاقة استيعابية تقدر بنحو 3858 راكباً في الساعة في كل اتجاه». وتوقع أن «يصل حجم الطلب على الخط الأحمر 3500 راكب في الساعة في كل اتجاه، إذ سيُشغّل 11 قطاراً إضافة الى خمسة احتياطية».