غداة لقائه نظيره البريطاني وليام هيغ في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، أن أمام الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) وإيران «فرصةً تاريخية لتسوية الملف النووي». وقال ظريف في تغريدة على موقع «تويتر»: «لكن، على دول مجموعة 5+1 أن تعدل موقفها ليلتقي في شكل أفضل مع النهج الإيراني الجديد»، وذلك قبل اجتماعه مع وزراء خارجية الدول الست في نيويورك الخميس. ووصفت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم لقاء ظريف وهيغ ب «الإيجابي». وقالت في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أمس، إن المحادثات بين الوزيرين «أتاحت للجانبين تبادل وجهات النظر في شأن القضايا الإقليمية والشأن السوري». وأضافت أن ظريف «شدد خلال اللقاء على الحل السياسي للأزمة السورية وعلى ضرورة تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بنفسه». واستبعدت أفخم حصول لقاء ثنائي بين الوزير الإيراني ونظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماع الدول الست الخميس. في غضون ذلك، خيّر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الدول الغربية بين العمل مع الرئيس الجديد حسن روحاني، أو المخاطرة بخسارة فرصة اعتبرها لا سابق لها لإنهاء الأزمة الحالية مع إيران. وكتب خاتمي في مقال في صحيفة ال «غارديان» البريطانية أمس، أن روحاني «يتمتع في سعيه إلى تحقيق الانخراط البنّاء مع الغرب، بدعم من كل قطاعات المجتمع الإيراني بمن في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي». وحذّر الرئيس الإيراني السابق من «أن الفشل الآن في خلق جو من الثقة والحوار الهادف بين الغرب وطهران، سيؤدي إلى تعزيز القوى المتطرفة في كلا الجانبين، وستكون له عواقب تتجاوز حدود إيران في وقت لاحق ولن تكون إقليمية فقط بل عالمية». في المقابل، عبّرت إسرائيل أمس، عن قلقها من اجتماع محتمل بين الرئيسين الأميركي والإيراني، معتبرةً أن طهران سعت للمصالحة مع القوى العالمية كحيلة حتى تمضي قدماً في برنامجها النووي. وأمل الوزير الإسرائيلي الذي يمثل بلاده لدى الأممالمتحدة يوفال شتاينيتز ألا تحدث مصافحة تاريخية بين أوباما وروحاني. وقال للإذاعة الإسرائيلية: «المهم ليس الأقوال والمظاهر. المهم الأفعال والقرارات.» وأضاف: «آمل حقاً بأن يقول العالم كله وبالأخص الولاياتالمتحدة: حسناً، لطيف أن نرى الابتسامات ونسمع الخطاب الجديد لكن ما دمتم لا تغيرون سلوككم وما دمتم لا تقدمون تنازلاً حقيقياً في المشروع النووي ستستمر العقوبات الاقتصادية وإذا اقتضت الحاجة سيُضاف إلى هذا، التهديد بعمل عسكري». على صعيد آخر، أصدرت السلطات الإيرانية عفواً عن 80 سجيناً بينهم سجناء أُلقي القبض عليهم خلال الاحتجاجات التي أعقبت انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية في عام 2009، وذلك قبل توجه روحاني إلى نيويورك. وصرح الناطق باسم السلطة القضائية محسني إجائي في مؤتمر صحافي بأن مرشد الجمهورية علي خامنئي منح عدداً من السجناء الأمنيين عفواً. وأردف: «سيتم تقليل عدد السجناء قدر الإمكان. وفي ما يتعلق بالاحتجاز الموقت سيتم تقليل أعداد المحتجزين قدر الإمكان. وبالنسبة للمجرمين الذين لا يشكلون تهديداً على الأمن ستجرى دراسة عقوبات غير السجن». كذلك، أفرج القضاء الإيراني أمس، عن حميد قاسمي شال الإيراني - الكندي الذي حُكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس في عام 2009 ثم خُفضت عقوبته إلى السجن خمس سنوات، وذلك بعد أن أنهى عقوبته.