«زوجة تحققت أمنيتها في احتضان طفلها» بهذه العبارة رسمت صفاء وزوجها هشام قصة حياتهم مع طفلهم اليتيم محمد وكيف بدأت حياتهم معه، وتحققت لهم السعادة حينما دخل منزلهما ورسم البسمة في كل زاوية، وهنا أثبتت صفاء أن الاحتضان ليس له شكل ولا لون، والطفل دوماً بحاجة إلى الجو الأسري، فمهما منح الطفل بدار الرعاية من جميع سبل الحياة السعيدة إلا أنه يفتقر إلى حضن أب وأم بحياته، واستطاعت صفاء الفيلكاوي وزوجها هشام الطواري أن يرسما البسمة في وجه الطفل محمد على رغم كل الصعوبات التي تجاوزاها. والمتصفح ليومياتهم في موقع «أنستغرام» بسم (safa-alfailkawi) يشعر بمدى السعادة والفرح الذي منح لطفلهم محمد وكيف تحول منزلهما إلى حديقة مليئة بالضحك والابتسامة والسعادة التي تطل من النوافذ وكل من يدخل منزلهما يشعر بالكثير من المشاعر الدافئة. يقول هشام: «على رغم الصعوبات من الأسر لاحتضان طفلنا محمد بعد العام الأول قررنا أنا وصفاء منح هذا الموضع كل السرية حتى تتم الإجراءات مع دار الرعاية للأطفال الأيتام بشكلها الطبيعي وبعد الموافقة تغيرت حياتنا». وتضيف صفاء: «محمد هو الذي اختارنا ولم نختره، ومنحنا السعادة وأحس بحبنا له»، وهي تجربة صعبة لا تكتمل إلا بدعم الأهل، على رغم أنهم منذ البداية يشعرون بالغرابة إلا أنهم سرعان ما تغيرت حالهم حينما دخل محمد لحياتنا والهدايا أصبحت تملأ المنزل كلها لمحمد، والحمد الله رد الفعل كان رائعاً جداً». وبدأت صفاء وزوجها هشام محاولين جعل محمد ابنهما بشكل شرعي، إذ أرضعت زوجة شقيقها الطفل، ولكن صفاء لاحظت تجربة إحدى الأمهات عبر برنامج تلفزيوني وسألت شرعاً هل بالإمكان حدوث ذلك، وبعد تساؤلات عدة، وفحوص طبية بدولة الكويت عن موضوع الاحتضان استطاعت صفاء أن تكون الأم لطفلها محمد وهشام والدة بشكل شرعي حينما خضعت لعلاجات عدة هرمونية لرفع معدل هرمون الحليب لتستطيع حينها أرضاع الطفل. تقول: «حينما أرضعت محمد بعد أشهر عدة، وهو يكبر شعرت أنه يقلد بعض حركاتي وحركات هشام وأخبرونا بذلك أمهاتنا بأنه اكتسب منا، ولم يتوقف الأمر هنا، فراجعت الطبيبة النفسية قبل عرضت يومياتنا مع محمد للحد من حدوث أي مشكلات نفسية مستقبلاً لمحمد وبكل صراحة أنا أفتخر بطفلي ولن أخفي عنه بأنه غير محتضن حتى لا أؤثر في نفسيته وأراجع دوما بهذه الموضوع مع الاختصاصية». ويقول هشام: «الاختصاصية في علم النفس للطفل أخبرتنا الطريقة المثلى للتربية وقالت لنا طريقتكم في إخباره بشكل مبكر لن يؤثر فيه بل يؤثر حينما يتم إخفاؤه عنه، أنتم تفخرون به الآن أمام الناس وهو سيفخر بكم حينما يكبر، وسأحرص على ذلك واهتم به كثيراً، وحتى لو جاءنا طفل آخر لن أغير مسماي سأظل أبا محمد دوماً». وتشارك صفاء فتقول: «نجتمع مع الأمهات الحاضنات ونتعلم من تجاربنا، وهذا يدعم موضوعنا ويساعدنا في حل ومعالجة جميع المشكلات إن وجدت، والحمد لله طفلنا محمد يكبر وشخصيته القوية تكبر معه، فهو واثق بنفسه كثيراً واجتماعي بشكل كبير، وأتوقع له مستقبلاً جميلاً وراقياً. إن الجو الأسري هو ما تحاج إليه الطفل اليتيم لعيش حياة طبيعية».