كان الإقبال واسعاً على الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان، وقد سجلت بعض الخروق والتعثر الناجم عن سوء استخدام أجهزة حديثة تحد من حالات التزوير، فيما قلل رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني من الإشكالات الفنية التي رافقت العملية ووصف الانتخابات ب «التاريخية». وتوجه الناخبون في ساعات الصباح الأولى إلى مراكز الاقتراع وتجاوز عددهم مليونين و800 ألف ناخب، في أجواء اتسمت بالهدوء النسبي، وبدت حركة السيارات والمارة طبيعية، واقتصر حظر التجول على التنقل بين المحافظات، مع غلق المطارات والمعابر الحدودية. وكان نيجيرفان وهو نائب رئيس الحزب «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، أول المسؤولين الذين أدلوا بأصواتهم في وقت مبكر، وقال في تصريحات للصحافيين في أربيل: «إنها لحظة تاريخية، وخطوة أخرى لتعزيز الديموقراطية، ونحن سعداء بنجاح الحملة الانتخابية إلى حد ما، والفائز هو الشعب»، وأضاف: «ربما نواجه بعض المشاكل الفنية، لكن نأمل أن لا تسبب عزوف المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم، وعلينا التحلي بالصبر». وللمرة الأولى يغيب عن المشهد الانتخابي زعيم «الاتحاد الوطني» الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يعالج في ألمانيا من جلطة دماغية تعرض لها أواخر العام الماضي، وسط توقعات بأن يسبب غيابه تراجع حظوظ حزبه في انتخابات وصفت ب «المصيرية» لمصلحة حركة «التغيير» المنشقة عنه، بزعامة نوشيروان مصطفى، مع دخول القوى الرئيسية المنافسة بقوائم منفردة. لكن زعيم «الديموقراطي» مسعود بارزاني الذي يحظى بفرص قوية للفوز بالمرتبة الأولى امتنع عن الإدلاء بأي تصريح. وقال نائب رئيس «الاتحاد الوطني» برهم صالح إن «شعب كردستان بلغ مرحلة مهمة من النضوج السياسي»، وأضاف: «هذه الانتخابات تتسم بشدة المنافسة، وتحمل مؤشرات إيجابية على رغم التحديات التي تحيط بالمنطقة عموماً، ونحن سنحترم ما يقرره شعبنا»، فيما قال زعيم المعارضة نوشيروان مصطفى إن «هذه الانتخابات بداية جديدة للشعب الكردي، ونتمنى أن تسير بهدوء». ويشارك أكثر من 15 ألف في مراقبة الانتخابات، بينهم 200 أجنبي، ويبلغ عدد المرشحين المتنافسين ألفاً و129 مرشحاً، يتوزعون على 31 كياناً سياسياً، بينهم مرشحون يتنافسون على مقاعد خصصت وفق نظام «الكوتا» للأقليات. ويواجه الإقليم الذي يتمتع بكيان شبه مستقل، تحديات في إدارة ملفات معقدة داخلياً وخارجياً، أهمها الخلافات مع الحكومة الاتحادية حول النفط والمناطق المتنازع عليها. وبعد ساعات قليلة من انطلاق عملية الاقتراع، دعا رئيس الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات مقداد الشريفي خلال مؤتمر صحافي «قيادات الكتل السياسية إلى عدم التجول في المراكز الانتخابية بعد الإدلاء بأصواتهم»، ووصف إقبال الناخبين ب «الكبير». حديث الشريفي جاء بعد ورود تقارير عن وقوع خروق، تمثلت بالترويج لقوائم متنافسة داخل وقرب مراكز الاقتراع، كما اشتكى ناخبون من الوقوف في طوابير جراء تأخير ناجم عن سوء استخدام جهاز البصمة الإلكتروني الذي يستخدم للحد من التزوير، واحتج نحو 200 شخص أمام مكتب مفوضية الانتخابات في السليمانية على عدم ورود أسمائهم في قوائم الناخبين. وفي السياق سجلت حالة إطلاق نار في مركز انتخابي في قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية، عقب مشاجرة بين أنصار حزب طالباني، ومدير المركز.