يحاول محمد الصانع (15عاماً) مساعدة الآخرين وإسعاد كل من حوله، حتى أصبح دائماً يتسابق مع أصدقائه لاستغلال وقته بما يحبه وينفعه، لذلك قرر أن يجعل من نفسه متطوعاً صغيراً في العديد من الفعاليات والمناسبات، يقول: «لم أكن أعرف شيئاً عن الأعمال التطوعية سوى أنها متعبة ومضيعة للوقت من دون فائدة، ولكن بعدما جربت التطوع مرة تغيرت فكرتي، واكتشفت أنه يرسم الابتسامة على أوجه الجميع ولي الأجر عند الله». بعد تجربة محمد للأعمال التطوعية مثل «صيف أرامكو»، وحملة «لنحميهم لا نؤذيهم» وغيرهما، صار يبحث عن أي عمل تطوعي يناسبه ليشارك فيه بما يستطيع لما رآه: «من أبرز فوائده التي أحبها وتحثني على المشاركة تحسّن أسلوبي وتعاملي مع الآخرين والعكس، ويكسبني أيضاً معارف وأصدقاء كثيرين». كما يرى محمد أنه يجب على الجميع استغلال أوقاتهم خصوصاً الشباب في شيء يفيدهم ويفيد مجتمعهم، ليشغلهم عن الأمور الضارة، وليستثمروا طاقاتهم ومواهبهم أيضاً: «يؤسفني حينما أرى الكبار يفعلون أموراً خاطئة ويقلدها الصغار معتقدين أنها صحيحة ويتركونهم يفعلون ما يريدون بدلاً من أن يرشدوهم ويساعدوهم في اكتشاف أنفسهم ومواهبهم»، وعلى رغم حبه لمساعدة الآخرين إلا أنه لم يهمل نفسه وموهبته التي يمارسها ويطورها من خلال جلسته بينه وبين نفسه وبالتدريب خلال أوقات فراغه، وأيضاً التعلم والاستفادة ممن لديهم الخبرة: «لطالما أحببت الإنشاد والتقديم، وغالباً ما أتخيل نفسي أقف أمام الجمهور لأقدم، والحمد لله تحقق حلمي قبل 3 أعوام عندما وقفت على خشبة المسرح أمام جمهور لم أتخيله بهذا العدد في اليوم العالمي للطفل». ومن الطبيعي لكل منا أن يواجه بعض الصعوبات في بدايته كما حصل لمحمد، إلا أنه إلى اليوم وهو يحاول التغلب على جميع مخاوفه مثل التوتر والرهبة قبل التقديم، كما واجه الكثير من الناقدين واستفاد من نقدهم البنّاء، وتجاهل المحبطين والمقللين من موهبته، لذلك اليوم نراه على شاشة قناة «سمسم» ليقدم برنامج «كشكول» مع المقدم محمد المحسن. يشكر محمد والديه وكل من دعمه، وينصح الأطفال من خلال تجربته: «أي طفل لا بد من أن يكتشف نفسه وقدراته، وإن كانت لديه موهبة لا يفرط فيها، ويحاول تطويرها واستغلالها في شكل مفيد».