اختتم امس وفد كتلة «التحرير والتنمية» النيابية اللبنانية الذي ضم ياسين جابر، ميشال موسى، وعلي بزي جولته على رؤساء الكتل النيابية والفعاليات السياسية، بلقاء النائب ميشال المر، ورئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان، للوقوف على آرائهم في المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري للخروج بلبنان من الأزمة الراهنة، والاستماع إلى ما لديهم من ملاحظات على بعض البنود الواردة فيها. وسيعمد بري إلى مناقشة المعطيات المستقاة من الجولة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والتباحث فيها، إضافة إلى وضعه في أجواء ما دار من نقاشات وآراء وردود وانطباعات، سعياً إلى حوار قريب. وكان الوفد اطلع النائب المر امس على مضمون المبادرة بالتفصيل. ولفت المر الى ان «مبادرة الرئيس بري مكملة لدعوة رئيس الجمهورية المستمرة للحوار ولا تتقدم عليها او تتعارض معها». وقال: «استمعنا مطولاً الى تفاصيل هذه المبادرة الحوارية، ولكن قبل الدخول في تفاصيلها نقول إن الشعب اللبناني سئم من الوضع المتدهور ويريد حلاً في أسرع وقت، وكأننا نعيش حال حرب من دون حرب. من يستطيع أن يجد لنا الحل، ولكن نتأمل أن الحوار هو السبيل للوصول إلى الحل». أضاف: «الرئيس بري رجل وطني ولا يطرح مبادرات من اجل المزايدات السياسية ولكن الأهم هو إيجاد الحل ونحن مع هذه المبادرة، مع الإشارة إلى أن اللجنة النيابية أكدت لي أن خلاصة الأجوبة على هذه المبادرة سينقلها الرئيس بري إلى رئيس الجمهورية كونه رئيس طاولة الحوار الوطني، والرئيس بري كان المؤسس لهذه الطاولة عام 2006، وتالياً الرئيس لا ينافس الرئيس على موضوع الحوار ولكنه مكمل له، وانطلاقاً من هذه المعطيات فالشعب اللبناني يتطلع إلى الخلاص بأي ثمن، وبالحوار كل شيء قابل للحل وليس عبر القتال والتراشق الإعلامي». وقال المر: «نحن نمر بأزمة كبيرة مصدرها ليس الداخل اللبناني، بل انعكاس ما يحصل من حولنا في العالم العربي وارتداداته على لبنان الذي يدفع الثمن من دون أن يكون هو المعني بهذه الأزمة، فالأميركي والروسي يلتقيان ويتخذان القرارات بحسب ما تقتضيه مصالحهما من دون الأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان وشعبه الذي كفر من حروب الآخرين على أرضه وبأي ثمن يريد الحل اليوم، ولا تستقيم الأمور في لبنان من دون مجلس نيابي ومؤسسات دستورية فاعلة». وأكد المر أن «كل الأطراف متفقة على وجود حكومة فاعلة، فالرئيس سليمان تحدث عن حكومة جامعة تضم كل الأطراف، وهذا يعني حكومة وطنية تستطيع أن تمرر هذه المرحلة العصيبة، وعلينا أن نسرع في تشكيل الحكومة، وهي رغبة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة». وقال: «شرحت للوفد أنه لا يجوز التأخير في تشكيل الحكومة من خلال الإبقاء على بعض العقبات كالثلث المعطل وغيره، المفروض أن نصل إلى مخرج وحل. وفي المطلق لا أرى حكومة غداً أو بعد غد أو الأسبوع المقبل كي أكون صادقاً مع نفسي ومع الرأي العام، وعندما يقول الرئيس، حكومة جامعة يعني أن «حزب الله» داخل الحكومة، وأستطيع أن أقول إنه عند الاتفاق يستطيع الرؤساء تأليف حكومة وإطلاق طاولة الحوار بالتوازي». ورحّب حردان بدوره، بمبادرة بري. وقال بعد لقائه الوفد: «تبادلنا الآراء حول مضمون المبادرة وتوقيتها والهدف منها»، وأضاف: «نحن نقدر لبري هذا الموقف الوطني المميّز، فهو يندفع دائماً عند كلّ مأزق، فيتحسّس المسؤولية الوطنية، ويندفع نحو إيجاد الحلول»، معتبراً أن «البلد يمرّ بمأزق سياسي كبير، فعلى الأقلّ كلّ مؤسّسات البلد معطلة، وهذا التعطيل ينعكس على مصالح المواطنين في لبنان. ولذلك نحن نقدر هذه المبادرة ونؤيّدها». ورأى حردان أن «الحوار حاجة وطنية بصورة دائمة، ومسؤولية القوى السياسية أن تنخرط في الحوار وتقدّم الآراء وتناقش المشاكل، وتطرح الحلول، على طاولة الحوار لإخراج البلد من مشاكله ومن أزماته». وطالب بعض القوى السياسية ب «الكفّ عن المراهنات على الخارج، لأنها واهية ولا تخدم البلد واستقراره». وعن إعلان بعبدا، أوضح أن «مبادرة بري شاملة كلّ شيء، وربما موضوع تنفيذ إعلان بعبدا يحتاج إلى نقاش حقيقي وقراءة حقيقية».