قتل مسلحون أمس، رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة في ولاية قندوز شمال افغانستان، امان الله، ما يثير مخاوف من موجة عنف جديدة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نيسان (ابريل) 2014، والتي فتح باب الترشيح لها الإثنين الماضي. وأوضح الناطق باسم الحكومة المحلية عناية الله خالق، أن مسلحين على متن دراجات نارية اطلقوا النار على أمان الله، لدى خروجه من منزله من دون مرافقة حارسيه. وكان أمان الله الذي بدأ عمله في اللجنة الانتخابية في أيار (مايو) الماضي، حذر عشية قتله من أن الوضع الأمني المتدهور يهدد الانتخابات الرئاسية. وتبنت حركة «طالبان» الاغتيال، علماً ان زعيمها الملا محمد عمر دعا في رسالة وجهها إلى الشعب الأفغاني في آب (اغسطس) إلى رفض الانتخابات، متوعداً بالقتال حتى انسحاب القوات الأجنبية المقرر بحلول نهاية 2014. وربما يردع الخوف من الهجمات ناخبين كثيرين من الذهاب الى مراكز الاقتراع، في وقت يستحيل وصول مسؤولي الانتخابات الى مناطق نائية تضم معاقل التمرد. وتقع قندوز في شمال افغانستان الهادىء نسبياً، لكنها تشهد تحركات لمتمردين إسلاميين. وهي طريق رئيسة لتهريب المخدرات، وتقيم فيها مجموعات متنوعة من الإتنيات المتنافسة وأخرى مسلحة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 55 من مسلحي «طالبان» وجرح 37 آخرين، في عمليات مشتركة نفذتها قوات حكومية وأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات بلخ وباداخشان وكونار وننغرهار وزابول واروزجان ولوغار وباكتيا وهلمند وكابيسا وهيرات. في هلمند (جنوب)، قتل 3 شرطيين أفغان وجرح 7 في اشتباك اندلع أمام مقر للشرطة وتبنته «طالبان» التي تحدثت عن هجوم داخلي نفذه مسلح انضم حديثاً إلى سلك الشرطة. في باكستان، اتهم الجيش القوات الأفغانية بإطلاق النار عشوائياً على منطقة قمر الدين الحدودية، ما أدى إلى مقتل 5 باكستانيين وجرح 20 آخرين. وعلى صعيد مفاوضات السلام بين الحكومة وحركة «طالبان باكستان»، أعلن ميان افتخار حسين، الوزير السابق في ولاية خيبر بختونخوا القبلية (شمال غرب)، حيث تركز الحركة هجماتها، أن اغتيال المتمردين قائد القوات الباكستانية ومساعده في سوات الأحد الماضي، يؤكد وجود فصائل في «طالبان» لا تريد التفاوض مع الحكومة. وينقسم متمردو «طالبان باكستان» إلى فصائل أعلنت الجهاد ضد إسلام آباد التي يتهمونها بالتبعية لواشنطن، وضد الهند المجاورة وأقليات مذهبية في البلاد، مثل الشيعة. ونقل حسين عن مصادر في أجهزة الاستخبارات أن «مجموعات في طالبان تريد التفاوض، خصوصاً أولئك في البنجاب (شرق) المعادين تقليدياً للهند، وبالتالي قريبين تاريخياً من الجيش. لكن فصائل أخرى لا تريد ذلك، وبينها فصيل الملا فضل الله» الذي يعتبر أنصاره خارج السيطرة في وادي سوات (شمال غرب)، على رغم أنه طرد منها عام 2007. وقال أحد قادة «طالبان» إن «جماعة فضل الله شنت الهجوم على الجيش الأحد، لمحاولة نسف أي تقارب بين المتمردين والحكومة». وشدد عمران خان، رئيس «حزب الإنصاف» الحاكم في خيبر بختونخوا، على أن «الحكومة يجب أن تتفاوض مع الحركة وليس الجيش»، وذلك عبر الاستعانة بزعماء قبائل في شمال غربي باكستان للتقارب مع المتمردين. وكان قائد الجيش الجنرال أشفق كياني حذر هذا الأسبوع من أن القيادة العسكرية «لن تسمح بإفادة المتمردين من محادثات محتملة لتوسيع رقعة نفوذهم». وبحسب الصحافي الباكستاني رحيم الله يوسف زاي المتخصص في شؤون «طالبان»، لا تزال أسئلة عدة بلا إجابات. «كيف التحاور، أين، كيف سيتم تنفيذ أي اتفاق، هل يجب إطلاق سراح معتقلين. كما لا يجب إغفال أن المشكلة مرتبطة أيضاً بأفغانستان. لذا من الأفضل عدم توقع الكثير من وعود الحوار».