انفجرت سيارة مفخخة عند معبر حدودي سوري مع تركيا بعد يوم على اسقاط تركيا مروحية لدى دخولها الأجواء التركية، في وقت استقبل وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة احمد طعمة. كما سيطرت قوات النظام مدعومة من عناصر «حزب الله» على بلدة شبعا قرب مطار دمشق الدولي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس بأن «سيارة مفخخة انفجرت عند البوابة الرئيسية لمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في محافظة ادلب» في شمال غربي سورية، من دون ان يورد معلومات عن الخسائر. وكان انفجار مماثل وقع في المنطقة العازلة بين سورية وتركيا قرب معبر باب الهوى في 11 شباط ( فبراير) الماضي، تسبب في مقتل 13 شخصاً، بينهم ثلاثة اتراك. ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على تلك المنطقة. وجاء تفجير السيارة المفخخة بعد يوم على اسقاط مقاتلة تركية مروحية سورية بعد انتهاكها الأجواء التركية. وقال الجيش التركي في بيان إن تركيا أرسلت طائرتي اف-16 إلى الحدود بين إقليم هاتاي الجنوبي وسورية بعد تحذير مروحية وهي من طراز «مي-17» من دخولها المجال الجوي التركي. من جهتها، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان بثته «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا)، ان حوامة «فقدت اثناء تنفيذها احدى الطلعات الاستطلاعية لمراقبة تسلل الارهابيين عبر الحدود التركية في منطقة اليونسية قرب قرية بداما بريف اللاذقية»، وانه «بعد التدقيق تبين ان الحوامة دخلت من طريق الخطأ المجال الجوي التركي لمسافة قصيرة، ثم خرجت باتجاه الاراضي السورية فور تلقي الأمر»، مشيراً الى انه «واثناء خروجها قام الطيران الحربي التركي باستهدافها مباشرة لتسقط داخل الاراضي السورية». واعتبرت القيادة ان «رد الفعل المتسرع من الجانب التركي خصوصاً ان الطائرة كانت في طريق العودة ولم تكن مكلفة اي مهمة قتالية، دليل على النيات الحقيقية لحكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان تجاه سورية بتوتير الاجواء وتصعيد الموقف على الحدود بين البلدين». وأوضحت هيئة اركان الجيش التركي ان المروحية رصدت من جانب محطة المراقبة في دياربكر (جنوب شرق) فيما كانت على بعد 26 ميلاً بحرياً (48 كلم) من الحدود التركية ووجه اليها تحذيراً عندما وصلت الى بعد خمسة اميال بحرية (حوالى 9 كلم) من خط التماس. وأضافت هيئة الاركان «رغم كل ذلك واصلت المروحية السورية اقترابها من المجال الجوي التركي»، وانتهكته قرب نقطة غوفيتشي الحدودية في محافظة هاتاي (جنوب). الى ذلك، استقبل وزير الخارجية التركي مساء أمس رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد العاصي الجربا ورئيس الحكومة الموقتة، وأكد «خطورة التخاذل الدولي عن استخدام النظام للسلاح الكيماوي»، بحسب بيان أصدره «الائتلاف» ونقل عن أوغلو تأكيده «ضرورة ضبط المعابر بين سورية وتركيا وأهمية البدء بتأمين مساكن للاجئين داخل سورية. وأبدى استعداد الحكومة التركية للمزيد من التعاون في مجال تقديم الأدلة على استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام». على صعيد آخر، سيطرت القوات النظامية السورية امس على أجزاء من بلدة شبعا الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي، وفق «المرصد» الذي اشار الى تواصل الاشتباكات في أجزاء من البلدة. وأفاد الاعلام الرسمي السوري من جهته ان القوات النظامية سيطرت بالكامل على البلدة. وقال «المرصد» في بريد الكتروني: «سيطرت القوات النظامية على مناطق في بلدة شبعا من جهة طريق مطار دمشق، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» وبين مقاتلي المعارضة في المنطقة»، موضحاً ان القوات النظامية سيطرت على مبانٍ في البلدة تقع لجهة طريق المطار، ناقلاً عن مقاتلين نفيهم ان تكون القوات النظامية سيطرت على البلدة. ودارت اشتباكات عنيفة في شبعا منذ أول من امس، وأدت الى مقتل 11 معارضاً على الأقل. وتسعى القوات النظامية منذ اشهر الى فرض سيطرتها على معاقل المعارضة في ريف دمشق. وقُتل أمس طفل وثلاثة رجال بقصف القوات النظامية لمناطق في بلدة دير العصافير في وقت شن الطيران الحربي غارة على مناطق في الغوطة الشرقية. وشنت طائرات ايضاً اربع غارات على الاقل على مناطق في حي برزة شمال العاصمة بالتزامن مع اشتباكات في محيط مستشفى تشرين العسكري في الحي. كما تعرضت مناطق في حي القابون لقصف بالهاون، وسط مواصلة قوات النظام محاولة اقتحام الاطراف الشمالية لدمشق. وفي هذا المجال، دعا مقاتلو المعارضة في حي برزة جميع الكتائب والألوية العاملة في دمشق وريفها الى مؤازرتهم حتى يتمكنوا من «مواجهة الحملة العسكرية لنظام الأسد على الحي المحاصر منذ أشهر». وجاء في بيان ان الحي يشهد حملة من محاور عدة «أبرزها جبهة الشرطة العسكرية وجبهة مستشفى تشرين وجبهة الإنشاءت العسكرية من بين 7 جبهات مشتعلة في المنطقة»، مشيراً الى ان قوات النظام «ستدخل» الغوطة الشرقية اذا سيطرت على احياء برزة والقابون وحرستا. وفي شمال غربي البلاد، استمرت المواجهات في جبل الاربعين في محاولة من قوات النظام السيطرة عليه لأهميته الاستراتيجية في الاشراف على مناطق في ريف ادلب، بعد سيطرتها على مدينة أريحا. وقال نشطاء ان قوات النظام قصفت مناطق مختلفة في ريف ادلب، بينها مدينة سراقب التي استهدفتها طائرات حربية بعدد من الغارات.