مصطلح صحافة المواطن أو ما يسمى باللغة الإنكليزية Citizen Journalism الذي انتشر مع ظهور «الويب 2» والشبكات الاجتماعية لم يكن يعني فقط قدرة المواطن العادي القيام بوظيفة الصحافي المحترف في جمع المعلومة ونشرها، بل الالتزام بمعايير أخلاقية عدة، تماماً مثل المعايير والواجبات التي يلتزم بها الصحافي صانعاً أو ناشراً للمعلومة. هذه المعايير والالتزامات هي قوانين ومواثيق أخلاقية تضعها الدول واتحادات الصحافة في العالم لضبط العملية الإعلامية. ما يدعو إلى مثل هذه المقدمة أن الحديث دائماً يدور حول قدرة المواطن على القيام بدور الصحافي وتمجيد ذلك الدور الذي خلق مئات القصص الصحافية التي لم تكن لتنشر لو حاجة الإنسان إلى المرور على مراحل النشر البيروقراطية في الإعلام التقليدي. في المقابل، فإن الانغماس في الحديث عن هذه الإمكانات يشغلنا دائماً عن الحديث حول أخلاقيات المهنة التي يجب أن يلتزم بها المواطن طالما قرر أن يلبس ثوب الصحافي. أحد التقاطعات التي يشترك فيها الصحافي المواطن مع المؤسسات الصحافية والعاملين فيها ما يتعلق بالإعلان التحريري الذي يقصد به قيام الصحافي بكتابة مادة صحافية للإعلان والتسويق لسلعة أو خدمة باستخدام الأساليب الصحافية المشهورة مثل الخبر أو التقرير أو المقابلة. قبل عقود أدركت المنظمات والشركات التجارية أن الإعلان المباشر المليء بالصور والعبارات الدعائية لا يجدي دائماً في جذب المستهلك وتحقيق الأهداف المرجوة من المبالغ الطائلة المدفوعة لقاءه. من هنا جاءت فكرة الإعلان التحريري باعتباره طريقة لجذب المتلقي بالطريقة التي تجلب بها وسائل الإعلام جمهورها لمطالعة محتواها. * إعلامي وباحث سعودي في بريطانيا.