كشف عدد من منتجي الدواجن في المملكة خلال لقاء على هامش المعرض الزراعي المقام في الرياض مساء أمس، أن وزارة الزراعة أغلقت 80 في المئة من مشاريع الدواجن في المدينةالمنورة، وأن المزارع الحالية تمثل 20 في المئة من المشاريع القائمة. وحملوا وزارة الزراعة مسؤولية إغلاق تلك المزارع، وقالوا إن «وزارة الزراعة تعطي تصاريح لفتح مزارع دواجن، وبعد فترة تقوم بإغلاقها، بحجة وجود قصور في مواصفات المشروع، ومن المفترض أن تتحمل الوزارة الخسائر التي يتعرض لها المستثمرون». ووصف المنتجون دور وزارة الزراعة بالسلبي، إذ لا يوجد صوص مفحوص، وجميع سلالات الدواجن المستوردة من أوروبا لا تناسب الأجواء السعودية، في حين توجد سلالات دواجن مناسبة للأجواء السعودية في الهند، ومن المفترض أن أي مزارع يتعرض للخسائر بأكثر من 30 في المئة، تقوم الدولة بإيقاف مشروعه لتجنب زيادة الخسائر، مشيرين إلى وجود إغراق في سوق الدواجن المستوردة في السعودية. وطالب المنتجون بإيجاد «لوبي» لمنتجي الدواجن، مشيرين إلى أن ذلك يتطلب أن تكون مشاريع الدواجن الحالية ذات مواصفات عالية من حيث ارتفاع جودة المنتج، كما يجب على الدولة زيادة الجمارك على الدواجن المستوردة لحماية المنتج المحلي، موضحين أن تكاليف أعلاف الدواجن تمثل 70 في المئة من كلفة التشغيل، والمشكلة الكبرى هي الزيادات المتكررة في أسعار الأعلاف في الأعوام السابقة، إذ أدت إلى كوارث حقيقية لهذا القطاع. وذكر منتج الدواجن فهد الحمودي، أن تكاليف الصيصان تراوح بين 2.3 و3.7 للصوص البياض، وذلك نتيجة لقلة المستثمرين في الأمهات في المملكة، كما زادت أسعار الكرتون والأطباق بنسبة 35 في المئة. وطالب بتفعيل دور المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، ودعم قدرتها على توفير أعلاف الدواجن للمزارعين بكميات وأسعار مناسبة حتى يتم القضاء على الاحتكار وتشجيع المنافسة، كما حث صندوق التنمية الزراعية على منح قروض طويلة الأجل لأصحاب المزارع ممن تتوافر لهم مصانع لمساعدتهم في تشغيلها. وأكد الحمودي ضرورة تفعيل دور رقابة لجنة التموين في تحديد أسعار الأعلاف، وتحديد السقف الأعلى للطن، معتبراً أن قطاع الدواجن لا يحظى بالدعم الكافي، خصوصاً لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشدداً على عدم وجود تعاون بين وزارتي الزراعة والعمل بالنسبة للتأشيرات لمنتجي الدواجن. من جهته، وصف نائب رئيس اللجنة الزراعية والأمن الغذائي في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض محمد الرشيد، إغلاق وزارة الزراعة أكثر من 80 في المئة من مصانع ومزارع الدواجن في المدينةالمنورة بالأمر الطبيعي وقال: «طبيعي جداً مسألة الإغلاق، وذلك بسبب التمدد العمراني السريع، إذ إن وزارة الزراعة تعطي تصاريح لشركات الدواجن في منطقة معينة، وعندما يقترب منها العمران يتم إغلاق هذه المصانع، وهذه مشكلة كبيرة أتمنى أن تتجنبها وزارة الزراعة والبلديات مستقبلاً».