لا حلم أكبر من استعادة الأندية السعودية للقب القاري الغائب منذ أعوام، الحلم الذي تنتظره الجماهير السعودية كافة بات اليوم مرهوناً بقدرات لاعبي الأهلي والشباب، ليرفع معدل الضغوط التي تنتظر الفريقين في مرحلة ربع نهائي دوري أبطال آسيا والتي تلعب منافستها غداً. حال التأهب والترقب تصل أقصى درجاتها حين يدخل الفريقان هذه المواجهات بالثقل الكامل، أملاً بتجاوز الدور الذي بلغاه قبل ثلاثة أشهر من الآن، تخللها فترة إعدادية عالية المستوى ومعسكرات باهظة. صراع ثمانية فرق على «الذهب الآسيوي» سيحسم في المرحلة الأخيرة ببطل واحد، وفي المقابل أيام طويلة من النكسات والويلات تنتظر سبعة آخرين، على الأقل هذا ما تعودت عليه الجماهير السعودية عبر التجارب الماضية، فلا تزال ثقافة الهزيمة والخروج المشرف مفقودة، خصوصاً عند تلك الأندية التي كشفت حقيقة عن رغبتها الجامحة في خطف اللقب عبر صفقات أثقلت كاهن الخزانة. الآثار السلبية للخروج من البطولات الكبرى الذي تنجح الأندية الأوروبية في تداركه سريعاً يلازم الأندية المحلية لفترات طويلة، فيفتح أبواب الخلافات فيغيب صمت العمل ليعيش الخاسر ضجيج السقوط، عودة الاتحاد من نهائي بطولة 2009 حين خسر أمام نظيره بوهانج الكوري الجنوبي، تعكس مثالاً حياً على الواقع الذي تنتظره الأندية السعودية في حال فشلت في بلوغ الذهب، فبعد أن تفنن «العميد» في تحطيم حصون الأندية الآسيوية، حتى بدا كنمر لا يجد من يجرؤ على مواجهته، إلا وخسر النهائي، ليعود مهزوزاً إلى الدوري المحلي، ويتلقى خسارة مذلة ما زال الاتحاديون يتجرعون آلامها أمام الهلال بخماسية، والأمثلة المشابهة كثيرة، والهلال في الجهة المقابلة تذوق الكأس ذاتها مراراً، كادت أن تودي في أحياناً برئيس النادي أو حتى بالأجهزة الفنية. لكن السؤال اليوم يتمحور حول قدرة أنصار فريقي الشباب والأهلي على تقبل نبأ خروج فرقهم من هذا المعترك القاري الكبير فيما لو حدث، فأحدهما على أقل تقدير لن يعرف للذهب طعماً، وربما يفشل كلاهما خصوصاً في ظل التنافس مع أندية لا تقل قوة عنها في الشرق الآسيوي، وأخرى مجاورة أنفقت أكثر منها. آثار الخروج ستغير شكل العلاقة الجماهيرية بالأجهزة الفنية، وهو أمر طبيعي، ذلك قد ينعكس أيضاً على مدى الرضا الإداري عن العمل المقدم ما يعني أن مصائر المدربين ستبقى مثار تساؤل كبير، خصوصاً أن الإقالة في الأهلي والشباب تأتي باهظة الكلفة. في الشباب أسس المدرب ميشيل برودوم مدرسة بلجيكية كاملة، يشرف من خلالها على الفرق السنية كافة في النادي، ما يعني أن غيابه يفقد السلسة الفنية في النادي الفقرة الأهم. وفي الأهلي أيضاً دفعت أموال طائلة في سبيل جلب مدرب الفريق البرتغالي فيتور بيريرا وتعزيز الفريق بعددٍ من الأسماء الأجنبية والمحلية ما أنهك خزانته، كل ذلك بغية ملامسة ذهب القارة وتعويض إخفاق الموسم الماضي بعدما سقط في المباراة النهائية أمام أولسان الكوري الجنوبي، اضطراب العلاقة مع بيريرا يعني خسارة كل العمل الصيفي المقدم، خصوصاً وأن المدرب البرتغالي أعد الفريق واختار اللاعبين وفقاً لقناعاته أياً كانت كلفة قراراته والتي شملت إبعاد لاعبين تعاقد النادي معهم للتو على رغم الأضرار المادية التي لحقت بالنادي جراء ذلك.