عمّت التظاهرات مساء أمس الأحياء الفلسطينية في القدسالمحتلة لكن الشرطة الإسرائيلية قمعتها بالغاز المسيل للدموع والمعدني المطاطي، فيما دخلت، وللمرة الأولى، عناصر من الشرطة إلى داخل المسجد الأقصى ودنسته محاولة ملاحقة الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون احتجاجاً على اجتياح جماعات يهودية متطرفة المسجد. (للمزيد) يأتي ذلك في أعقاب حادث الدهس الذي نفذه فلسطيني من مخيم شعفاط في القدسالمحتلة وقَتل فيه ضابطاً إسرائيلياً في حرس الحدود وأصاب 13 آخرين بجروح متفاوتة، فيما قام ضابط آخر بقتل الشاب الفلسطيني، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه بداية انتفاضة فلسطينية ثالثة. وحمّل سدنة الحكومة الإسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس «مسؤولية التصعيد في القدس» متجاهلين استمرار الانتهاكات اليومية، بما في ذلك أمس، للمسجد الأقصى المبارك التي تقوم بها جماعات اليمين، وهي ما استدعت أمس الأردن إلى تصعيد لغة خطابه ضد إسرائيل واستدعاء سفيره في تل أبيب وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، معتبراً القدس والمسجد الأقصى «قضية أمن وطني». وطبقاً للتقارير الإسرائيلية اقتحم الشاب الفلسطيني إبراهيم العكاري بسيارته جمعاً من المارة، بينهم ضباط في حرس الحدود، قرب محطة القطار الخفيف في القدسالشرقيةالمحتلة وقتل ضابطاً هو جدعان أسعد من قرية بيت جن الدرزية وأصاب 13 آخرين، بينهم أربعة إصابات خطيرة. بعدها خرج من مركبته حاملاً قضيباً حديداً وهاجم به المارة إلى أن أطلق ضابط آخر النار عليه وقتله. وندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ب»العمل الإرهابي» في القدس، واعتبر انه «يؤجج التوتر»، فيما نعت حركة «حماس» منفذ عملية الدهس. وتبدّلت لهجة القائد العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دنينو. فبعدما نفى قبل أسبوعين أن يكون حادث الدهس يومها الذي قُتل فيه إسرائيليان نذيراً بانتفاضة جديدة في القدس، قال أمس: «إننا بصدد ظاهرة عمليات دهس تخريبية»، مضيفاً أن الشرطة ستعمل على وقف هذه العمليات «لكن الأمر يتطلب وقتاً ولا يمكن تنفيذه في يوم واحد». ودعا وزير الأمن الداخلي اسحاق أهارونوفتش إلى قتل «كل من يقوم بحادث دهس مواطنين» في المكان. وأضاف إن القدس «تمر بأيام عصيبة. وحادث اليوم ليس الأخير من نوعه كما يبدو». ولاحقاً أعلنت الشرطة أنها ستقيم حواجز من الأسمنت قرب محطات الانتظار للقطار الخفيف. ووقع الحادث في أوج مواجهات بين المصلين الفلسطينيين وحشود الشرطة في باحات المسجد الأقصى المبارك بدأت في ساعات الصباح، في أعقاب تصدي المصلين لمستوطنين اقتحموا المسجد. وفي تطور خطير لاحقت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين إلى داخل المسجد الأقصى. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محافظ القدس عدنان الحسيني أن «هذه أول مرة تقوم فيها الشرطة الإسرائيلية بالتغلغل (داخل المسجد) وصولاً إلى المنبر»، واصفاً الوضع بأنه «صعب». وانفلت اليمين الإسرائيلي في التحريض على السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» على السواء. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إن الحادث هو نتيجة مباشرة لحملة التحريض التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشركاؤه في «حماس»، «وهذه شراكة تريد دهسنا جميعاً». وأضاف أن «القدس الموحدة هي عاصمتنا وهكذا ستبقى، نحن أمام معركة طويلة حول القدس وأنا متأكد من أننا سننتصر فيها». وأضاف أن اتهام إسرائيل بنيتها تغيير «الوضع القائم» في الأقصى «هو كذب فظ يروجه المتطرفون على خلفية ما يحصل في الشرق الأوسط». وهدد نتانياهو «بالرد بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة الهدوء والاستقرار في القدس»، فيما قال زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت إن «أبو مازن هو سائق سيارة الموت اليوم (سيارة الدهس) والمخربون رسُله».