لا يملك الفلسطيني سمير أبو طاحون الذي يجلس مربوطاً الى جهاز غسل الكلى سوى الانتظار حتى تفتح امامه ابواب حياة جديدة. وبالنسبة للفلسطيني البالغ من العمر 57 عاماً الذي يسعى لإجراء جراحة في القاهر لزرع كلى تتجسد أبواب الحياة في معبر رفح من قطاع غزة إلى مصر التي قلصت بشدة عمليات الدخول اليها من القطاع منذ ان عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل شهرين. وقال أبو طاحون وهو عامل خراطة سابق "المعبر صار كل حياتي لانني اذا ما سافرت الى مصر وما عملت عملية زرع كلية راح أعيش كل حياتي أعاني." ومثل ابو طاحون ينتظر آلاف الفلسطينيين في غزة فتح معبر رفح الحدودي وعودته للعمل بشكل طبيعي. ومن بين هؤلاء مرضى يسعون لعلاج غير متوفر في القطاع أو طلاب او مجرد زائرين تقطعت بهم السبل. وقبل عزل مرسي الذي كانت حماس تعتبره حليفا كان نحو 1200 شخص يستخدمون معبر رفح يوميا باعتباره نافذة غزة على العالم الخارجي أما الآن فإن 250 شخصا فقط يستخدمونه يوما. واتهم مسؤولون مصريون حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين بمساندة احتجاجات وانشطة مناهضة للحكومة لكن الحركة تنفي هذه الاتهامات. وبينما يحتدم الخلاف السياسي يجري أبو طاحون عملية غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع. وكان يأمل ان يكون في مصر الآن مع اثنين من ابنائه لفحصهما كمتبرعين محتملين. واغلقت القاهرة معبر رفح تماما أمس الأربعاء بعد مهاجمة مسلحين مبنى أمنيا في رفح بسيارة ملغومة مما ادى الى مقتل ستة جنود مصريين. وشهدت سيناء مواجهات متفرقة بين الجيش المصري ومسلحين إسلاميين. وقال أشرف ابو قدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة إن الف مريض شهريا يحتاجون لرعاية صحية في مصر ودول أخرى. وقال إن إغلاق معبر رفح سيؤثر كذلك على واردات الدواء ويمنع الأطباء الأجانب من زيارة غزة. وقال أبو قدرة لرويترز "حتى شهر يونيو هذا العام استقبلنا في غزة 60 وفدا طبيا من خارج غزة قاموا بعمل عمليات جراحية لألف مريض ولكن حاليا فالوفود لا تستطيع القدوم." وبالنسبة لأبو طاحون وغيره من المرضى من قطاع غزة فإن العلاج في إسرائيل التي شددت هي الأخرى القيود على الدخول أمر غير وارد. فالإنتقال من غزة إلى مستشفيات إسرائيل يقتصر فقط على الحالات الحرجة. وبالإضافة إلى القيود على معبر رفح تشن مصر حملة لتدمير شبكة انفاق كانت تستخدم في تهريب السلاح والبضائع إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل جزئيا. وعمق هدم الانفاق شعور سكان غزة بالعزلة في شريط ساحلي ضيق يصفه الكثيرون بالسجن. وتقول مصر إن الفلسطينيين كانوا يستخدمون الانفاق في في مساعدة مسلحين في سيناء وهو اتهام تنفيه حماس. ومع إغلاق الانفاق ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بدرجة كبيرة في القطاع ونقصت امدادات الوقود المصري الرخيص. والوقود الإسرائيلي متوفر لكنه بضعف سعر الوقود المصري. وخارج إحدى محطات البنزين في القطاع قال سمير علي سائق سيارة أجرة إنه ينتظر في صف منذ سبع ساعات لملء خزان سيارته. واضاف "المعبر والأنفاق هما كل همنا. هما شريان حياتنا".