اختار المصور الفوتوغرافي الإيراني أمير علي جواديان، مسقط ليقدم أول معارضه «التخصصية» كما وصفه، ليقدمه تحت عنوان «إيران في عينَي مصور»، مستحضراً بلاده كما رآها، لا كما هي عين المصور المحايد التي عادة ما يمكن التعويل عليها لرؤية ما لا يراه إبن البلد، وهو يحتفي بمواطن الجمال في بلاد ما زارها باحثاً عن المختلف والمضيء. وفي قاعة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية توزعت خمسون لوحة-صورة، لتقدم للمشاهد العُماني (والمقيم) جماليات المكان في إيران، حيث الطبيعة والإنسان في تشكيل اختارته عدسة المصور ليكون عنواناً يمكن قراءة بلده من خلاله بمنأى عن نشرات الأخبار، معتمداً على قوة التعبير في الصورة وهي تتجلى كأنها لوحة، بما اعتبره راعي حفلة افتتاح المعرض وزير الإعلام العُماني عبدالمنعم الحسني دليلاً على تنوع ثقافات وحضارات مع تنوع الفصول في وقت واحد. وسجّل بخبرته كمصور معروف في السلطنة، قبل أن يصبح وزيراً للإعلام، أن اللافت في المعرض هو قوة حضور الطبيعة المتشكلة من مساحات كبيرة من الخضرة والمياه. وكانت السفارة الإيرانية حاضرة خلف المصور مع حضور السفير علي أكبر سيبويه وعدد من الديبلوماسيين والفنانين والمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي لمشاهدة عين المصور تتجول في موضوعات تهتم بالإنسان والطبيعة والأزياء والمعمار والتقاليد، كاشفة خبرة عميقة بالتجربة التصويرية التي راعت نقل المكان بصورته الواقعية كشاهد أمين على تجليات الجمال فيه. وقال أمير جواديان إن زيارته لعُمان هي فرصة ليتعرف على المكونات الطبيعية والتراثية والإنسانية لهذا «الجزء المهم من العالم»، آملاً أن يسجل «كل هذا الثراء التاريخي والحضاري والإنساني والعمراني للسلطنة» عبر عدسته ويُبرزه في معرض عن عُمان يقام في طهران. وأشار إلى أن معرضه يعكس «التنوع الطبيعي الكبير» الذي تتميز به بلاده حيث زائرها يعيش تفاصيل الفصول الأربعة في الوقت نفسه، نظراً إلى جغرافية المكان، بالإضافة إلى العادات والتقاليد والفنون الموجودة في إيران»، منوها بمكانة الفن الإسلامي الذي «يعد من الفنون العميقة جداً في الذات الإنسانية»، مشيراً إلى أن معرضه هذا له أهميته كونه «جزءاً من التبادل الثقافي» بين إيران وعمان اللذين «ترتبطان بعلاقات وروابط تاريخية وجغرافية». وقال إن الفنون إحدى الوسائل المعززة لهذا الترابط وعلى الفنانين دور في تعزيز هذا الجانب. يذكر أن المصور الإيراني شارك في عدد من المعارض المتخصصة على مستوى العالم، من بينها ألمانيا وفرنسا والجزائر وأوزبكستان وتركمانستان وأذربيجان وأرمينيا والبحرين وغيرها.