أدلى الناخبون النروجيون أمس، بأصواتهم في انتخابات اشتراعية يُتوقع أن تفضي للمرة الأولى في تاريخها إلى دخول حزب شعبوي مناهض للهجرة إلى حكومة يسيطر عليها المحافظون بعد عامين على هجمات المتطرف اليميني أندريس بيرينغ بريفيك الدموية. ودُعي 3,64 مليون نروجي إلى الاقتراع. ورفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ الذي يرأس ائتلافاً حاكماً منذ عام 2005 مؤلفاً من حزب العمال الذي يتزعمه واليسار الاشتراكي وحزب الوسط، الإقرار بالهزيمة على رغم توقعها في استطلاعات الرأي. وصرح ستولتنبرغ لقناة «تي في 2 نيهتسكنالن»: «لن يكون الفوز في الانتخابات سهلاً، لكنه ممكن»، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من الناخبين يحسمون قرارهم في اللحظة الأخيرة. وبدت زعيمة الحزب المحافظ المعارض للهجرة إرنا سولبرغ التي يُرجح أن تكون رئيسة الوزراء المقبلة في الدولة الاسكندينافية الثرية أكثر تفاؤلاً. وصرحت بأن «الأمور تبدو جيدة جداً»، حيث فتحت نصف البلديات النروجية البالغ عددها 428 مكاتب التصويت قبل يوم من موعدها الرسمي لتسهيل الأمر على الناخبين. أما بالنسبة إلى المعلقين في النروج، فإنه ما من غموض إطلاقاً في نتائج الاستحقاق. وكتبت صحيفة «افتنبوستن» (وسط اليمين) في افتتاحيتها أمس، أن «الائتلاف المنتهية ولايته طلب ثقة الناخبين أربع سنوات إضافية. وهو لن يحصل عليها». وتوقع استطلاع للرأي نُشر في الصحيفة نفسها حصول اليمين على 54,3 في المئة من نوايا التصويت، أي أكثرية من 95 مقعداً من أصل 169 في البرلمان مقابل 39 في المئة لليسار. وتضرر اليسار بسبب طول فترة حكمه فيما شهدت النروج الغنية بالنفط ازدهاراً اقتصادياً استثنائياً في أوروبا ونسبة بطالة شبه معدومة ومستويات رفاه مرتفعة. وأوضح رئيس الحكومة ستولتنبرغ أنه «على رغم أن الكثير من الأمور يسير في شكل جيد فما زالت هناك قضايا يمكن أن تكون أفضل»، متابعاً أن حزب العمال مستعد للاحتفاظ بالحكم إن فشل اليمين في التوافق. وعلى رغم اتفاق الأحزاب اليمينية الأربعة الملقبة ب «البورجوازية» على الرغبة في تسلم السلطة، فإنها ما زالت غير متفقة على أطر حكومة جديدة ولا على برنامجها المحدد وهي أمور مرهونة بحجم كل منها في صناديق الاقتراع. ويبدو السيناريو الأكثر ترجيحاً، أن تتشكل حكومة أقلية تشمل المحافظين وحزب التقدم (شعبوي) بدعم من حزبين صغيرين من وسط اليمين، هما الديموقراطيون المسيحيون والليبراليون من دون أن يشاركا في الحقائب. يُذكر أن حزب التقدم كان يضمّ في صفوفه حتى عام 2006 المتشدد اليميني بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في 22 تموز (يوليو) 2011 بعد تفجيره قنبلة قرب مقر الحكومة في العاصمة أوسلو ثم إطلاق النار على تجمع للشبيبة العمالية في جزيرة أوتويا. لكن الحزب نأى بنفسه بوضوح عن القاتل وخفف تصريحاته ضد المهاجرين.