حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم (الثلاثاء) الكونجرس على "التصويت بسرعة" من أجل منح تفويض لشن عمل عسكري ضد سوريا في حين صرح زعيما المجموعة البرلمانية للحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس النواب ذى الأغلبية الجمهورية بأنهما سيدعمان أوباما. وخلال لقاء زعماء الكونجرس في البيت الأبيض تعهد أوباما بأن تكون ضربته المقترحة ضد سوريا "محدودة" و"مركزة". وقال أوباما "انها خطوة محدودة ومركزة سترسل رسالة واضحة ليس فقط لنظام الأسد وانما أيضا للدول الأخرى التي قد تبدو ميالة لاختبار القوانين الدولية بأن هناك عواقب لأفعالهم، وسوريا ليست العراق وليست افغانستان". وقال رئيس مجلس النواب جون بينر للصحفيين بعد الاجتماع إنه يتعهد بتقديم الدعم لأوباما، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة يجب أن ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ودعا أعضاء الكونجرس لدعم الرئيس. وقالت نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب التي تدعم أيضا العمل العسكري إنها لا تعتقد أن الكونجرس سيرفض منح الرئيس تفويض للقيام بعمل عسكري. وبالاضافة إلى بينر وبيلوسي قام أوباما أيضا بدعوة رؤساء لجان وأعضاء بارزين من لجنة القوات المسلحة ولجنة العلاقات الخارجية ولجنة الاستخبارات بمجلسي الشيوخ والنواب من أجل الضغط لكسب أصوات الأعضاء الرافضين في الكونجرس خاصة في مجلس النواب. وقام البيت الأبيض بإرسال مشروع قرار للكونجرس في يوم 31 أغسطس الماضي للحصول على تفويض من أجل توجيه ضربة عسكرية لسوريا وتعهد أوباما بألا تشمل الضربة "عمليات برية ". من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على الاتفاق مع الموقف الفرنسي على ضرورة معاقبة نظام الأسد على جرائمه في سوريا. وأضاف كيري أننا مقتنعون بأن أي حل نهائي في سوريا يتم عبر المسار السياسي. وتابع كيري أن العملية العسكرية في سوريا لا تشبه العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان أو أي دولة أخرى، لأن الأميركيين لن تطأ أقدامهم الأراضي السورية. من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنه يجب على نظام الأسد إدراك أنه لا يمكن استمرار ممارساته، وإن الضربة العسكرية قد تمهد للحل السياسي في سوريا، وهو في هذا يتفق مع جون كيري، الذي يرى أن الضربة العسكرية ضد نظام الأسد سوف تكون مقدمة للحل السياسي في سوريا. وقد أكد فابيوس أن نظام الأسد هو المسؤول عن الجريمة، لأنه يمتلك الأسلحة الكيماوية ولديه القدرة على استخدامها، ولا يمكننا أن ننسى صور القتلى من الأطفال جراء استخدام الكيماوي، موضحاً أن عدم الرد على هذه الجريمة أخطر من وقوعها. وأضاف فابيوس أن بعض الدول في قمة العشرين اقتنعت بضرورة الرد على نظام الأسد، مشدداً على أنه يجب على العالم إدانة استخدام الكيماوي وعقاب من استخدمه، وأنه لم يعد هناك مجال لإنكار استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. وكانت دول الاتحاد الأوروبي تمكنت السبت من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي "قوي"، لكن من دون الذهاب إلى حد دعم مشروع الضربات العسكرية الذي يطالب به وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفرنسا.