لم يقتنع عدد كبير من طلاب جامعة بيرزيت بتبرير رئيسها الدكتور خليل الهندي، بأن رفع الأقساط جاء بسبب تثبيت سعر صرف الدينار الأردني مقابل الشيكل في رواتب العاملين، وعليه تم إقرار تقاضي الرسوم الجامعية بسعر الصرف المقر (الدينار يساوي 5.60 شيكل في حين هو في الأسواق لا يتجاوز 5.15 شيكل في أفضل الحالات)، وأن الحكومة الفلسطينية لم تف بالتزاماتها تجاه «بيرزيت» وغيرها من الجامعات الفلسطينية، معتبرين أن من غير المنطق ان يدفع الطلاب ثمن قرارات داخلية للجامعة أو عجز الحكومة وبالتالي قرروا البدء بسلسلة احتجاجات. وكانت ذروة الاحتجاجات أن منع ناشطون في اتحاد الطلبة أعضاء في الهيئتين التدريسية والإدارية لجامعة بيرزيت من دخول الجامعة، بعد أن أغلقوها بالسلاسل، في يوم كانوا أعلنوه إضراباً احتجاجياً، لتقوم إدارة الجامعة بفصل عشرة منهم بدعوى اختراق اللوائح والنظم، وهم في السنة الأخيرة من دراستهم الجامعية، بعضهم بشكل نهائي وبعضهم لعامين، ل «تقوم الدنيا ولا تقعد». وعلى إثر ذلك، دعت الصفحة الرسمية لطلاب جامعة بيرزيت على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، ومجلس الطلبة والحركات الطالبية كافة، الطلاب إلى التوجه إلى البوابة الغربية للجامعة بدءاً من لحظة إصدار الدعوة، نهاية الأسبوع الماضي، وذلك للاحتجاج على قرار الجامعة القاضي بفصل عشرة طلاب على خلفية مشاركتهم في إغلاق الجامعة. وقالت الدعوة ان «الجامعة قامت بفصل الطلاب الذين يدافعون عن حقوق كل الطلبة، ويحتجون سلمياً على رفع الأقساط في الجامعة». يأتي ذلك في وقت أعلن مجلس اتحاد الطلبة والكتل الطالبية في جامعة بيرزيت «النفير العام»، حتى تتراجع ادارة الجامعة عن قراراتها التعسفية المتكررة، والتي تتمثل في تثبيت سعر الدينار الاردني وبالتالي ارتفاع سعر الساعة الجامعة على طلاب الجامعة، بالاضافة لقرارها الغاء حفلة خريجي الفصل الصيفي، وقرارها الاخير بفصل الطلاب الذين يطالبون باسترجاع حقوقهم والغاء القرارات التعسفية. وفي الإطار ذاته، قرر مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس، ومقرها بلدة ابو ديس، تعليق الدوام الجامعي في حرم الجامعة الرئيسي وكل فروع الجامعة حتى اشعار آخر. وأوضح المجلس، ان هذا القرار جاء بعد استنفاد كل الطرق والخطوات الإحتجاجية من اعتصامات واعتصامات طالبية وصولاً إلى بلورة صيغة تفاهمية لها علاقة بتجميد الإجراء الحالي بتثبيت سعر صرف الدينار، الا ان هذه الصيغ والطرق التي لم تلق اهتماماً من إدارة الجامعة بل ورفضتها. وبناء على ذلك تم اتخاذ قرار التعليق حتى اشعار آخر وهذه الخطوة هي الرابعة من ضمن الخطوات الاحتجاجية التي ستلحقها خطوات إحتجاجية أخرى ما لم تستجب إدارة الجامعة لمطالب الطلبة. وأكد المجلس ان التعليم لم ولن يكون احتكاراً للاغنياء، فهو حق لكل انسان. وفي جامعة النجاح في مدينة نابلس، اعلن مجلس اتحاد الطلبة عن تعليق الدوام في كافة كليات الجامعة اعتباراً من الخميس الماضي، احتجاجاً على رفع الاقساط الجامعية للطلبة. وقال رئيس مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة سعد جوده ل «الحياة» ان المجلس قرر تعليق الدوام كإنذار تحذيري لادارة الجامعة التي رفعت الاقساط الجامعية من 4 الى 5 دنانير للساعة الواحدة على طلاب كليتي الاقتصاد والهندسة في الجامعة. وتطور الأمر ليخرج عن إطار الاحتجاجات الجامعية، فقد رفضت حركة «فتح»، وبشدة قرار مجلس إدارة جامعة بيرزيت، فصل كوادر حركة الشبيبة الطالبية ومنسقها في الجامعة، واعتبرت ذلك مساً خطيراً بالعمل النقابي والحريات العامة المكفولة نقابياً وقانونياً. وقال المتحدث باسم الحركة أحمد عساف في بيان صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة، الخميس الماضي: «فوجئنا بقرار جامعة بيرزيت فصل عشرة من طلابها وجميعهم من حركة الشبيبة الطالبية وفي مقدمهم منسق الشبيبة الطالبية، وإننا نعلن عن رفضنا القاطع لهذا القرار الظالم الذي يعتبر مساً خطيراً بالعمل النقابي ورفضاً قاطعاً للمواقف المعارضة وتجاهل لمطالب الطلاب المحقة وتنكراً للظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الصامد». وأضاف عساف، في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه: «مثل هذه القرارات تعبر عن عقلية تعسفية استبدادية لا تصلح للعمل في هذا المجال، لأن هذا القرار بمثابة حكم بالإعدام على هؤلاء الاخوة من الطلاب الذين لا ذنب لهم، إلا انهم عبروا عن مطالب زملائهم من الطلاب الذين انتخبوهم بطريقة ديموقراطية ليعبروا عن مصالحهم المحقة، وطالبوا بمراعاة أوضاعهم الاقتصادية الصعبة».