كشف شهود عيان أن المكان المستهدف فعلياً لم يكن حسينية المصطفى في قرية الدالوة، بل قاعة تقع خلفها وملحقة بها، تتجمع فيها النساء، لإحياء «مراسم عاشوراء». وقال شاهد ل «الحياة»: «إن الحادثة بدأت عند العاشرة و15 دقيقة، عندما توقفت سيارة من نوع «فورد»، لونها «ذهبي»، عند مكان خاص بالنساء، وترجل منها شخص بغية الدخول إلى مقر النساء، بيد أنه لم يستطع بسبب إغلاق المقر». وأضاف الشاهد (تحتفظ «الحياة» باسمه، وأكد استعداده للإدلاء بشهادته مفصّلة أمام رجال الأمن): « على الفور، الشخص الذي كان ملثماً، اتجه إلى الشارع الرئيس، بهدف الوصول إلى القسم الرجالي، بواسطة الجسر الرابط بين القسم النسائي والرجالي، والذي يبعد عن الأول نحو 500 متر، وما أن وصل إلى مقر الرجال، شاهده أحد أبناء القرية، وعلم أنه غريب، وكان يحمل رشاشاً في يده، ويرتدي حزاماً ممتلئاً بالرصاص. فأطلق تحذيراً لبقية الموجودين في الشارع، وصرخ «أغلقوا مجلس الرجال». وأكمل: «إلا أن المُلثم بادر بإطلاق الرصاص على هذا الشخص، الذي تمكن من تفاديه بالاختباء تحت سيارة، فأصيب. فيما ظل المُلثم يطلق الرصاص بشكل عشوائي، وشاهد اثنين من الأطفال، أحدهما يبلغ من العمر نحو ثمانية أعوام، والآخر 15 عاماً، فطاردهما وهو يطلق النار. وصادف لحظتها مرور بنت صغيرة، ما أدى إلى إصابتها بإصابات خفيفة، بعدها عاد ليطلق الرصاص على البوابة الرئيسة لمجلس الرجال. ونتج من ذلك إصابة أحد الشبان (زهير حبيب) بطلق ناري خلال خروجه من المجلس برفقة أبيه، ووفاته في الحال على مرأى من أبيه. كما أصيب محمد المشرف بإصابات مختلفة. فيما أصيب شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة (معاق فكرياً)». وذكر شاهد آخر، أن «ما قلّص عدد المتوفين والمصابين هو إغلاق الباب الرئيس للمجلس، والخروج من البوابة الخلفية، المخصصة للطوارئ. إلا أنهم اكتشفوا خلال خروجهم من الخلف أن هناك سيارة أخرى تابعة للإرهابيين، كانت متوقفة في الخلف، فأسرعوا إلى إغلاق بابي المجلس الأمامي والخلفي». إلا أن هذا الشاهد أشار إلى أقوال «متضاربة» لعدد السيارات التي نفذت الهجوم، مؤكداً وجود «سيارتين، إحداهما من نوع «فورد» لونها «ذهبي»، والأخرى «كامري تويوتا». وعن عدد الأشخاص الذين نفذوا الهجوم، قال: «إن عددهم يفوق ثلاثة، لكن من باشر التنفيذ اثنان، وربما تولى الآخرون مراقبة وضع الطرق، وتأمين الحماية لرفاقهم وقيادة السيارات». ولفت شاهد عيان إلى أن «أحدهم كان وجهه مكشوفاً، ويرتدي غترة سوداء وثوباً». المتوفون: والمتوفون هم: زهير حبيب المطاوعة، وحسن حسين العلي، وعبدالله محمد اليوسف، ومهدي عيد المشرف، ومحمد المشرف، ومحمد البصراوي، وعبدالله المطاوعة. وذكر أحد الأهالي، أن هناك «لجنة لمتابعة موضوع تسليم الجثامين، وذلك بعد الانتهاء من التحقيقات، وأخذ التصاريح من الجهات المختصة والتنسيق معها لدفنهم».