من الظلم إطلاق أحكام النجاح أو الفشل على شخص ما لم يكن ليبدأ مهمته بعد، ولعله من الظلم أيضاً أن يتم تقييم خليفة السير أريكس فيرغسون في تدريب مانشستر يونايتد ديفيد مويز، الذي لم يخض حتى اللحظة أكثر من أربع مواجهات رسمية مع فريقه الجديد، لكن الأكيد أن مويز أثبت لأنصار «الشياطين» أنه مفاوض من فئة «ضعيف». منذ بداية الصيف، وربما قبل بداية فترة الانتقالات الصيفية، وأسماء عدة تلوح في أفق مشجعي «الشياطين الحمر» حتى وصل بهم تمادي الأذهان إلى عودة البرتغالي كريستانو رونالدو مجدداً إلى معقل «أولد ترافورد» بعدما غادره صيف 2009. كل تلك الأحلام بدأت بالتبخر شيئاً فشيئاً بالنسبة لجماهير «الشياطين» مع كل فشل في مفاوضات مدربهم مع أحد النجوم، حتى كاد مانشستر يونايتد أن يغلق ملف الانتقالات من دون تسجيل أي لاعب، قبل أن يقنع المدرب مويز إدارة ناديه السابق إيفرتون في التنازل عن خدمات لاعب الوسط البلجيكي مروان فيلايني، وكان له ما أراد. «غاريث بيل، خوان ماتا، باستيان شفايشتايغر، فابريغاس، مسعود أوزيل، كاكا، ليفاندفيسكي، والكانتارا، سامي خضيرة، دي روسي، ليتون باينز، كيفينستروتمان، أندير هيريرا، والمغربي عادل تعرابت... وربما غيرهم» كل هذه الأسماء كانت على طاولة مويز الذي فتحت له إدارة مانشستر خزائن النادي، وأعطته حرية التفاوض مع أي كان، إلا أن مويز فشل في ترجمة أحلام جماهيره بإضافة اسم بارز في خريطة مانشستر، مكتفياً بالدولي البلجيكي فيلاني. البعض يأخذ على مويز سوء تحديد أهدافه، إذ جاء إصراره على جلب الإسباني فابريغاس من برشلونة بمثابة ضربٍ من الجنون، خصوصاً أن اللاعب ما لبث يسعى إلى تحقيق حلمه الذي كان يفصح عنه كثيراً بالانتقال إلى النادي الكتالوني. الأمر كذلك بالنسبة لشفاينشتايغر الذي يعول عليه النادي الألماني الثري بايرن ميونيخ، لا سيما أن اللاعب أعلن رغبته في التمديد قبل أعوام على رغم العروض الضخمة التي كانت تلاحقه. ولعل من الجنون الدخول في تنافس أو سباق مالي مع ريال مدريد برئاسة الملياردير «المتهور» فلورنتينو بيريز صاحب الأرقام القياسية والفلكية في تحويل النجوم إلى «السانتياغو برنابيو». ومما يحسب للمدرب الأسكتلندي إبقاءه على «الفتى الذهبي» واين روني في مانشستر يونايتد، بعد المفاوضات المتكررة من مدرب تشلسي الإنكليزي جوزيه مورينيو، إضافة إلى تلميحات اللاعب الذي أبدى تذمره من تصريح مويز لحظة استلامه مهامه في مانشستر، حينما أشار إلى نيته عدم الاعتماد على اللاعب في تشكيلة الفريق الأساسية، وهو ما عاد ليتراجع عنه مويز لاحقاً.