أدى تراكم الديون على محمد علي (29 عاماً) إلى إدخاله مستشفى «الصحة النفسية»، ليتلقى العلاج من «الإحباط الشديد والوسواس القهري»، منذ نحو عامين. وبدأت ديون محمد بعد اقتراضه مبلغاً لتقديم مهر زواجه. إلا أن القرض تضاعف بعد زواجه، لتخلفه عن السداد، وبلغ ما يتوجب عليه دفعه نحو 100 ألف ريال. وأرجع سبب تعثر سداده إلى «أنني أعول عائلتي المكونة من زوجتين، وطفلة، إضافة إلى والديّ، وثمانية من إخوتي وأخواتي. وعلى رغم محاولتي تنويع مصادر دخلي، لكنني فشلت في مشروعين، أحدهما سائق «مشاوير خاصة»، إذ أدت حادثة مرورية تعرضت لها، إلى خسارة كبيرة، اضطرتني إلى دفع 60 ألف ريال إلى الطرف الآخر. فيما كان المشروع الثاني محلاً تجارياً لبيع الملابس، لم أوفق فيه، وحين عملت على سيارتي الخاصة في التوصيل، مُنعت، لعدم وجود محرم معي، فمعظم من يتعامل معي هن من النساء». وأسهمت خسارته في تراكم الدين، ما أدى إلى دخوله إلى مستشفى الصحة النفسية. والتحق محمد بوظيفة عسكرية، «ربما أتمكن من خلالها، من سداد ديوني، وإعالة أسرتي، إلا أن الظروف كانت مُعاكسة لي، إذ اضطررت إلى تقديم استقالتي بعد دخولي العسكرية بخمسة أشهر». وما زاد من المأساة التي يعيشها قيامه ب«تغيير اسمي، الذي تزامن مع استقالتي، ما أخر إنهاء معاملتي في الجهة العسكرية التي كنت أعمل فيها، بسبب إعادة الإجراءات التي تنهي خدمتي لديها. وطال الأمر كثيراً، إذ استغرق عامين، ولم انته بعد». ومن نتائج ذلك «وجود مهنة عسكري في بطاقة الأحوال الشخصية، التي لا استطع تغييرها، إلا بعد انتهاء الإجراءات الرسمية». وسبب عدم انتهاء الإجراءات «رفض كثير من الجهات الخيرية مساعدتي، لوجود كلمة عسكري في بطاقة الأحوال، على رغم معرفتهم بوضعي المالي المتردي». ولم يقتصر الأمر على رفض الجهات الخيرية مساعدته، بل تعداه إلى رفض إدارة المرور منحه رخصة قيادة عمومي، ليتمكن من العمل على سيارة أجرة، والسبب المهنة المسجلة في البطاقة. ويقول: «حاولت كثيراً، وقدمت لهم ورقة استقالتي المعتمدة، ولكنهم رفضوا إلا بعد تغيير المهنة». ويعمل محمد حالياً، في وظيفة في القطاع الخاص، يتقاضى منها نحو ألفي ريال، ويقول: «هذا المبلغ لا يكفي لإعالة أسرتي المكونة من 13 شخصاً، وسداد الدين الذي يزيد كلما تأخرت في سداده». واضطره الوضع إلى «ترك عائلتي في الأحساء، والعيش في الدمام، من أجل الوظيفة». ولا يخفي أنه يبيت في الشارع أحياناً، لأنه يسكن في شقة زوج أخته. ويعود محمد إلى عائلته مرة واحدة في الأسبوع، محاولاً الاقتصاد في مصروفاته حتى يتمكن من تلبية حاجات العائلة، متمنياً «أن تمتد يد العون لي، لمساعدتي في سداد الدين، واستخراج رخصة عمومية، ربما حينها لا أحتاج إلى مستشفى الصحة النفسية، وأعود إلى عائلتي في الأحساء».