أُطلق برنامج «وايز لتسريع التطوير» العام الحالي، وهو برنامج إرشادي يرمي إلى دعم مشاريع عالية الإمكانات التي تتصدر أولوياتها جبه تحديات التعليم بطرق مبتكرة. ويجرى اختيار 7 مشاريع سنوياً في هذا البرنامج الإرشادي الذي يستمر عاماً كاملاً ويوفر للمشاريع المختارة الإرشاد والتوجيه والمساعدة في صوغ استراتيجيات نموّ فعالة ومستدامة في مجالات الإدارة المالية والتسويق والإدارة، والموارد القانونية والبشرية، وغيرها. يسعى «برنامج وايز لتسريع التطوير» في نسخته الافتتاحية إلى اختيار مشروعات تستخدم التكنولوجيا، بدءاً من تطوير أفكار التطبيقات والألعاب الرقمية ووصولاً إلى إنشاء منصات عبر الإنترنت أو تصميم مناهج دراسية جديدة وطرق تدريسية تستند إلى وسائط التكنولوجيا. وباب التقدم لجميع المشروعات التعليمية التي تستخدم التكنولوجيا أو تصممها مفتوح. في العام الحالي، فاق عددُ الهواتف الخليوية المستخدمة في أصقاع المعمورة (7.3 بليون جهاز) عددَ سكانها، على نحو ما توقع «اتحاد الاتصالات البصرية - السمعية العالمي» («International Telecommunications Union «ITU). وفي بعض الدول فاق عدد الهواتف الخليوية عدد السكان، وهذه حال بعض الدول النامية مثل البرازيل والأردن. وانتشار الأجهزة الخليوية شبه «الوبائي» حمل المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية على الاستفادة من اتساع رقعة انتشارها في توفير خدمات تعليمية وبنى تربوية تعليمية في عدد من الدول. والتحصيل العلمي بواسطة الهاتف الخليوي يسمى «م - لُرنينغ»، وحرف الميم يعود إلى كلمة موبايل. واختيرت خمسة مشاريع مبتكرة لبرنامج وايز «تسريع التطوير» 2014 - 2015 من تشيليوفرنساوكينياوالباكستانوالإمارات العربية المتحدة. وهذه المشاريع هي مشروع تحميل الكتب الدراسية «كيتابو تكست بوك سابسكريبشن» (kitabu.org) في كينيا، ومشروع صندوق الأفكار («آيديا بوكس» idea-box.org) المبتكر في فرنسا والمخصص لمجتمعات اللاجئين في ثلاثة بلدان، هي بوروندي والأردن ولبنان للسوريين. ومشروع «ستيريو.مي» (sterio.me) المبتكر في تشيلي والخاص بليزوتو، ومشروع تعزيز معرفة المُدرّس بمادّته من طريق تكنولوجيا الجوّال («سترينثينيغ تيتشر سابجكت نولدج فيا موبايل تكنولوجي» dil.org) الخاص بباكستان، ومشروع «أُستاذ موبايل» (ustadmobile.com) المبتكر في الإمارات العربية المتحدة والمستخدم في أفغانستانوكينيا وزامبيا والعراق وألمانيا. وفي ما يأي عرض مفصل عن هذه المشاريع: «كيتابو لتحميل الكتب الدراسية» المشروع هذا قوامه تطبيقة تُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية أندرويد وويندوز. و «كيتابو» يوفر للتلاميذ الفقراء في كينيا والتلاميذ المقيمين في الأرياف خارج المدن الكبيرة، والذين لا يجدون سبيلاً إلى التعلم إلا في مدارس الهواء الطلق (في فيء شجرة)، مستوى عال من التحصيل العلمي. ويرى «كيتابو...» أن كل طفل له الحق في التعليم، كما ينص الدستور والقانون المحلي والدولي. ولكن، ليس في متناول أولاد الأرياف الكتب والتوجيهات التعليمية أو متابعة تعليم رفيع المستوى. وأبصر «كتابو...» النور في شباط (فبراير) 2012 من أجل تذليل التحديات والمشاكل المادية والجغرافية التي يواجهها التلاميذ. وهو مشروع قائم على التعاون بين شركات الخليوي والمدارس وبين ناشري الكتب التعليمية، ويرمي إلى ضمان المساواة في الفرص التعليمية بين الفقراء وأبناء المدن. وثمة 7.5 مليون طفل في كينيا على مقاعد الدراسة و7.2 مليون طفل خارج المدارس الرسمية يحصلون تعليمهم كيفما اتفقت الظروف. وتطبيق «كتابو...» يوفر إرشادات تعليمية وكتب المناهج التربوية كاملة في نسخة «هاتفية» و «إلكترونية» (تحمل على كمبيوتر) مقابل ثمن بخس. صندوق أفكار أبصر «آيديا بوكس» النور في 2007، وهو يمد يد العون إلى مجتمعات اللاجئين في العالم ويمدهم بوسائل تعليمية وترفيهية. هذا المشروع مؤتلف من صناديق يوفر الواحد منها ألواحاً إلكترونية وكمبيوترات محمولة موصولة برزمة إنترنت 3 جي. وهذه الألواح والكمبيوترات هي الجسر إلى مطالعة 5 آلاف كتاب إلكتروني و50 قارئاً إلكترونياً. ويحتوي كل صندوق، إلى الألواح والكومبيوترات، على 250 كتاباً ورقياً، و5 أجهزة تصوير لتشجيع التصوير الصحافي وإعداد أفلام صغيرة. وحُمِّلت على الكمبيوترات والألواح الإلكترونية مواقع تعليمية يمكن الوصول إليها من غير الاتصال بالشبكة الإلكترونية على غرار «خان أكاديمي» و «ويكيبيديا» و «أوبنستريت ماب» وغيرها. فالاشتراك في الإنترنت ليس في متناول النازحين. وتنظم «آيديا بوكس» ورش محو أمية «أبجدية» و «رقمية» (استعمال الكومبيوتر) وبرامج توعية صحية وسبل إدارة المال. وفي الصندوق كذلك أدوات لعب وترفيه منها أزياء مسرحية ودمى وألعاب فيديو وسينما مصغرة: آلة تبث الصورة على شاشة، ومئة فيلم تعليمي ووثائقي وبينها صور أفلام متحركة. وينظم «آيديا بوكس» ورشات تحفز على الابتكار تشمل دورات برمجة كمبيوتر وتشفير. وهي توفر، اليوم، هذه الصناديق لقسم من اللاجئين في بوروندي ولبنان والأردن، وهو تقدر عدد اللاجئين والنازحين داخلياً في العالم ب72 مليون لاجئ، ومتوسط بقائهم في المخيمات يبلغ 17 عاماً. «ستيريو.مي» المشروع هذا هو أداة تعليمية في يد المعلمين والتلامذة، على حد سواء. ففي وسع المدرسين تسجيل دروس في مادة معينة وشرحها، وإرسال الدرس وشرحه بواسطة «ستيريو.مي» إلى كل تلميذ من تلاميذهم. فيحصل التلميذ على واجبه المدرسي وشرحه بواسطة رسالة قصيرة، «أس أم أس»، على الهاتف الخليوي. والتلميذ في غنى عن الاشتراك بالإنترنت. فالمواد ترسل في تسجيل صوتي مجاناً إلى الهاتف المزود بخط. والمشروع هذا يسعى إلى التعويض عن نقص الكتب التعليمية في أفريقيا وتذليل المشكلات الناجمة عن اكتظاظ الصفوف. وإلى اليوم، بلغ عدد الدروس المسجلة بواسطة «ستيريو.مي» 400 درس. وفي وسع الأستاذ امتحان تلامذته بواسطة هذا التطبيق، فيرسل إليهم مسابقة موجزة، ثم يقوّم أداءهم وما اكتسبوه. المُدرّس وتكنولوجيا الجوّال يسعى هذا المشروع، ومركزه في باكستان، إلى توفير تعليم لكل طفل، وتحديداً لكل الفتيات. فنسبة الأمية مرتفعة في صفوف الإناث وتبلغ 38 في المئة. ونسبة الإناث من مجمل طلاب مشروع «سترينثينينغ...» هي 65 في المئة. والمشروع هذا يساعد المدرسين على اكتساب مهارات تعليمية ومعلومات توسع آفاق معارفهم من طريق التدريب المستمر في حلقات درس. ويلتزم المشروع هذا تحفيز حس النقد في أوساط التلاميذ وتشجيعهم على الابتكار والابتعاد من نهج التلقين في التعليم. وثمة 120 مدرسة في باكستان تلتزم مبادئ هذا المشروع. ولا تتوقف المتابعة عند تخرج التلميذات في الأرياف الباكستانية، بل هو يسعى إلى تأمين وظائف لهن. ف95 في المئة من العاملين في المشروع هم من الإناث. «أستاذ موبايل» تطبيق «أستاذ موبايل.كوم» هو منبر تعليمي يرمي إلى توفير خدمات تعليمية ونشر التجارب التعليمية ومتابعة تحصيل الطلاب التعلمي. ومن اليسير تحميل التطبيق هذا على الهواتف الخليوية، العادية والذكية. وهو يضع في متناول المدرسين تسجيلات صوتية وبصرية تساهم في تعزيز مهاراتهم التعليمية. وما من داعٍ إلى الاتصال بالإنترنت أو بشبكة الهاتف لتصفح مواد التطبيق هذا. وفي عدد من الدول يستخدم التطبيق هذا في محو الأمية وفي تجارب علمية جديدة. فعلى سبيل المثل، زودت 180 شرطية من الشرطيات الأفغانيات أجهزة هاتفية مزودة بالتطبيق هذا. وهن في معظمهن أميات وليست متابعة دورات محو الأمية في متناولهن. ولجأت الشرطيات في العاصمة الأفغانية، كابول إلى استخدام التطبيق هذا لتعلم الأحرف والكلمات وكسب المعلومات أثناء حراستهن الحواجز في الشوارع.