شهدت الساحة الرياضية جدلاً واسعاً أمس بعد أنباء عن قرار للاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح للنساء بالدخول إلى الملاعب في الدورة الدولية الودية التي انطلقت فعالياتها أمس (الخميس) وفقاً لتصريح رسمي صادر عن المتحدث الرسمي قبل أن يتراجع «الاتحاد» خطوة إلى الوراء بين نفي من نائب الرئيس محمد النويصر عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لحقَه بيان صحافي في محاولة لتوضيح الموقف «الضبابي» الذي ألهب المتابعين الذين اعتبروه إيذاناً بالسماح للنساء بدخول الملاعب ليثير لغطاً واسعاً لم يُسدل عليه الستار بعد. صورة ضبابية وحقيقة غائبة، وخطوات مرتبكة بين سماح ومنع وطلب تحقيق، الرواية انطلقت من تصريح إذاعي للمتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد أكد من خلاله السماح للعائلات بحضور المباريات، ليفتح الأبواب على مصراعيها لنقاشات بين مؤيدين ومعارضين. التصريح الذي اُعتبر إيذاناً للسماح للمرأة بالدخول للملاعب السعودية أحدث جدلاً واسعاً تناثرت أشلاؤه في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وهو ما اضطر المعيبد إلى العودة لتوضيح موقف الاتحاد الذي يتحدث باسمه من القرار لتبين إذاعة «يو إف أم» عبر توضيحات لاحقة أن الحضور «مقصور على الجاليات الأجنبية»، وأن العائلات السعودية يحظر عليها الحضور. لم يقف التبرؤ من القرار عند هذا الحد، بل وصل إلى نائب رئيس الاتحاد السعودي رئيس رابطة دوري المحترفين محمد النويصر الذي نفى ما أكده المعيبد سابقاً من السماح للعائلات بدخول الملعب عبر معرفه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «توتير» إذ كتب: «ليس صحيحاً السماح بدخول العائلات للملاعب، وهذا الأمر ليس من صلاحية الاتحاد السعودي ولم يصدر أية تعليمات بهذا الخصوص». المعارضون للقرار لم يكتفوا بالتعليقات والحضور المكثف، بل تداولوا رقم الهاتف المتحرك «الجوال» الخاص بنائب رئيس الاتحاد السعودي في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين من يوافقونهم التوجه ذاته بإرسال نصية ترفض السماح للمرأة بحضور المباريات، وهو ما علق عليه رئيس رابطة دوري المحترفين بالقول: «على طريقة انشر تؤجر تم توزيع رقم جوالي بسبب معلومات غير صحيحة عن دخول العائلات للملاعب. المشكلة أن الغالبية تُفتي بلا علم، حسبي الله ونعم الوكيل». الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يقف مكتوف الأيدي، بل عجل بإصدار بيان صحافي رسمي، جاء فيه: «إن الإعلان عن السماح لدخول المرأة إلى الملاعب السعودية لم يتم بشكل رسمي»، لكن توضيحه جاء على طريقة «زيادة الطين بلة» إذ ألهبت كلمة «رسمي» المتابعين وأثارت جدلاً حول «المراد بها»، إذ ذهب البعض إلى التأكيد بأن القرار سيصدر في اللحظات القليلة المقبلة، خصوصاً أن البيان كان وسيلة للتأكيد على صدوره، كونه لم ينفِ الخبر، واكتفى بالتعليق على التصريح الرسمي في إشارة إلى قرب قدومه. روايات الساعات الست لم تنته قبل خروج الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عبر حسابه في «تويتر» نافياً كل ما تم تداوله حول الموضوع إذ كتب: «إخواني الأعزاء وصلني كثير من الأسئلة عن دخول النساء إلى الملاعب، والخبر غير صحيح جملةً وتفصيلاً، وليس هناك أمر بذلك»، وتابع: «وإنه في أي مناسبة سواء رياضية أم غير رياضية من دخول ديبلوماسيين أو جالية على مسؤولية سفارة أي بلد فمن يكون فيهم غير الرجال»، كما كشف الرئيس العام لرعاية الشباب عن مطالبه لاتحاد القدم بالتحقيق في الموضوع واتخاذ اللازم حياله. مع وصول الرواية إلى آخرها يبقى السؤال البارز قائماً: هل قرر المتحدث باسم الاتحاد السعودي ارتجال الخطوة وإعلان القرار أم أن حديثه الإذاعي جاء بإيعاز من الاتحاد؟، أما مصادر «الحياة» فتؤكد أن عائلات مرافقة لمنتخبات ترينداد وتوباغو ونيوزلندا كان من المفترض أن تحضر في الملعب قبل أن تبلغ بالمنع.