أعلن صندوق النقد الدولي في مذكرة معدة لاجتماع مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ، أن الاقتصادات المتقدمة بقيادة الولاياتالمتحدة ستدفع النمو العالمي على نحو متزايد في حين تواجه الاقتصادات الناشئة خطر التباطؤ من جراء تشديد السياسة النقدية الأميركية. وحض الصندوق في المذكرة، التي حصلت عليها وكالة «رويترز»، على مزيد من الإجراءات العالمية لتنشيط النمو وتحسين إدارة الأخطار، محذراً من تنامي احتمالات حدوث تراجع اقتصادي. وتبدو الاقتصادات الناشئة معرضة في شكل خاص لأخطار تشديد السياسة النقدية الأميركية، إذ أوصى الصندوق صناع السياسات بالاستعداد لمعالجة تنامي عدم الاستقرار المالي. وأضاف: «على صناع السياسات أن يسمحوا لأسعار الصرف بالتجاوب مع تغير العوامل الأساسية، ولكن قد يتعين عليهم توخي الحذر إزاء أخطار تصحيح عشوائي، وذلك باتخاذ إجراءات مثل التدخل لامتصاص السيولة الزائدة». إلى ذلك استقر الدولار على نطاق واسع أمس ليبقى مؤشره قرب أعلى مستوى في ستة أسابيع بفعل بيانات اقتصادية مشجعة للاقتصاد الأميركي، ما يعزز فرص قيام مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، «المركزي»، بتقليص برنامجه للإنعاش النقدي خلال الشهر الجاري. وأكد محللون أن بعض المستثمرين يُقبلون على الدولار كملاذ آمن بفعل عدم التيقن إزاء ضربة عسكرية قد تشنها الولاياتالمتحدة على سورية. واستفادت العملة الأميركية من ارتفاع عوائد سندات الخزانة، إذ بلغ عائد السندات لأجل عامين 0.4264 في المئة، غير بعيد عن مستوى 0.442 في المئة الذي سجله في 26 حزيران (يونيو) الماضي، وهو الأعلى منذ تموز (يوليو) 2011. واستقر مؤشر الدولار عند 82.368، كما استفادت العملة الأميركي من بيانات صدرت أول من أمس أظهرت نمو القطاع الصناعي الأميركي الشهر الماضي بأسرع وتيرة في أكثر من عامين، بينما زاد الإنفاق على التشييد والبناء خلال تموز. وعززت الأرقام رهانات على أن «المركزي» الأميركي سيبدأ تقليص برنامجه التحفيزي خلال اجتماعه المقبل في 17 و18 الجاري، ما لم تكن بيانات الوظائف نهاية الأسبوع الحالي أقل من التوقعات. واستقر اليورو عند 1.3163 دولار، كما لم يطرأ تغير يذكر على الدولار أمام الين وسجل 99.57 ين. وتراجع سعر الذهب متأثراً بصعود الدولار في أعقاب بيانات قوية من الولاياتالمتحدة، وهبط 0.6 في المئة إلى 1403.14 دولار للأونصة، كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول (ديسمبر) 8.30 دولار إلى1403.70 دولار. وانخفضت الفضة 1.5 في المئة إلى 23.77 دولار، وتراجع البلاتين 0.5 في المئة إلى 1521.49 دولار، والبلاديوم 1.5 في المئة إلى 705.50 دولار. إلى ذلك تشهد مناجم الذهب في جنوب إفريقيا حال شلل مع استمرار إضراب العمال المطالبين بتحسين أجورهم، غداة فشل المفاوضات بين النقابات وإدارات الشركات في القطاع الذي يعتبر أساساً بالنسبة للاقتصاد الإفريقي وكان يشكل مصدر الثروة الرئيس في البلاد. وأشارت النقابة إلى أن تصميم العمال على المضي في إضرابهم القانوني، خلافاً لإضراب العام الماضي عندما كانوا يخشون فقدان عملهم، مطالبة بزيادة الأجر الأساسي إلى سبعة آلاف راند (516 يورو) للعاملين على السطح، وثمانية آلاف راند للعاملين في السراديب تحت الأرض. وأظهرت دراسة نشرتها غرفة المناجم أن القطاع يمكن أن يخسر 600 مليون راند عن كل يوم إضراب.