هل هي تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية النفسية الحادة، التي ما زالت متواصلة في الواقع المُلتبس الذي نعيشه، وضبابية الآتي، التي جعلت مسلسلات مصاصي الدماء التلفزيونية، توفّر سبيلاً للهروب المتطرف الذي يبحث عن جمهور واسع في الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم، لتنال هذه المسلسلات كل هذا النجاح الذي تحصده منذ سنوات؟ أم هو كسل مسؤولي القنوات التلفزيونية، الذين ما إن ينجح نوع معين من البرامج، حتى يسارعون إلى تقليده؟ أيا تكن الإجابة، تواصل مسلسلات «الدم» الخيالية حضورها القوي في دورة خريف هذا العام وشتاء عام 2014، والتي أكملت أغلب القنوات الأميركية، الإعلان عن أبرز برامجها، لتنضم هذه المسلسلات الجديدة إلى ما يعرض أصلاً من مسلسلات لمصاصي الدماء، لا تبدو أنها في طريقها لتوديع مشاهديها قريباً (مسلسل «الميت الماشيّ»، والذي ينطلق موسمه الجديد في الشهر المقبل، في عِز نجاحه الأمبركي والدولي). دراكولا الأصلي وعلى هذا النحو تعرض قناة «أن بي سي» الأميركية، المسلسل الجديد «دراكولا»، والذي يعود إلى شخصيات الحكاية الأصلية، للكاتب الإرلندي برام ستوكر، وليس إحدى التنويعات العديدة على الرواية، التي تظهر سينمائياً مرة في كل عقد تقريباً. المسلسل من بطولة جوناثان ريس مايرز، دانيال كناوف. كما يعرض مسلسل «سليبي هولو» على قناة «فوكس»، والذي بدوره يعود أيضاً للحكاية الأصلية التي تدور أحداثها في نيوانغلند في الولاياتالمتحدة في القرن قبل الفائت. فيما تعرض قناة «سي وي» مسلسل «الأصليون»، عن مجموعة من مصاصي الدماء الذين يعودون إلى الجنوب الأميركي، المكان الذي تحول إلى ما يشبه الأسطورة في الخيال الأميركي المعاصر، للمطالبة بأرضهم، التي انتزعتها منهم مجموعة من البشر. وهذا المسلسل من بطولة ديلان ماك ديرموت وتوني كوليت. ومن أساطير الماضي إلى حروب الحاضر، حيث تعرض قناة «سي بي أس» مسلسل «رهائن»، والذي يبدو إنه يسير على خطى مسلسلات الإثارة السياسية، التي حققت بدورها نجاحات لافتة في الأعوام الأخيرة (مثل: «هوملاند» و«الأميركي)». المسلسل الجديد سيقذف بعائلة أميركية عادية وسط مؤامرات أجهزة استخبارات أجنبية، لتجد نفسها محتجزة في بيتها على يد مجموعة غامضة، تنتحل شخصيات أمنية رسمية أميركية. المسلسل من بطولة ديلان ماك ديرموت وتوني كوليت. بعد غياب طويل.. وإلى هذا، يشهد الموسم التلفزيوني الأميركي المقبل، عودة نجمين كبيرين إلى الشاشات الصغيرة، بعد سنوات طويلة من الغياب أو الحضور الشرفيّ، فتعرض قناة «أن بي سي» مسلسل «مايكل جي فوكس»، للنجم التلفزيوني مايكل جي فوكس، والذي حصل على اهتمام إعلامي كبير بسبب مرض «باركنسون» الذي أصابه في مقتبل حياته، وأبعده عن التلفزيون لسنوات. المسلسل الجديد لفوكس هو الأول الكبير له، منذ مسلسل «سبين سيتي» والذي انتهى في عام 2001. يلعب «فوكس» هنا دور مُقدم برنامج تلفزيوني يُصاب بمرض «باركنسون»، الذي سيبعده عن عمله لسنوات، لكنه يعود على رغم المرض ليقدم برنامجاً على التلفزيون. النجم الآخر الذي يعود بعد طول غياب أيضاً (ثلاثة عقود من مسلسله الأخير للتلفزيون)، هو النجم الكوميدي، وأحياناً الجاد روبن وليامز، والذي سيلعب دور مدير شركة إعلانات تجارية في مسلسل «المجانين»، الذي ستعرضه قناة «سي بي أس» في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الجاري. يُركز المسلسل على الكوميديا التي تفجرها العلاقة المتوترة بين البطل وابنته الشابة، التي تعمل في الشركة ذاتها. حيث أن فوضوية الأب وعدم التزامه بالطرق التقليدية في العمل ستصطدم مع تلك الخاصة بالابنة (تلعب الدور الممثلة الشابة سارة ميشيل جيلر). بشكل إجمالي هناك أكثر من أربعين مسلسلاً جديداً ستعرضها القنوات الأميركية في الأشهر القليلة المقبلة، إضافة إلى عشرات البرامج التلفزيونية الأخرى، والتي ستهيمن عليها برامج تلفزيون الواقع. والمؤكد على أية حال أن هذه البرامج الجديدة لن تكون كلها جيدة، وكما تخبرنا السنوات المقبلة، سيكون لها عمر طويل على الشاشة. كما أن شراسة المنافسة في السنوات الأخيرة، تدفع القنوات التلفزيونية لإلغاء مسلسلات وبرامج متوسطة النجاح، خوفاً على السمعة العامة للقناة، ومن فقدان المشاهد.