لم تعد اوبرا وينفري الملكة غير المتوجة للتلفزيون الاميركي التي يتحلق حول طلتها التلفزيونية ملايين المشاهدين في الولاياتالمتحدة. صحيح انها، اذا اختارت الظهور، قادرة على جذب جمهور يعد الأكبر لكل البرامج التي تعرض على شاشة قناتها التلفزيونية الجديدة «OWN»، لكن شتان بين 1.6 مليون مشاهد لحلقات برنامجها الجديد «الفصل المقبل لاوبرا»، ومعدلات المشاهدة السابقة لبرنامجها الحواري الذي عرض بين 1986 و 2011. وحتى مع البرنامج الجديد لاوبرا، والذي تقابل فيه شخصيات اميركية بعيداً من الاستوديو، والطلات الاخرى لها عبر برامج تقدم على شاشة القناة، ما زالت الاخيرة تحصد الفشل تلو الآخر، مع تكهنات تقول ان نهاية القناة قريبة جداً، كما نقل تقرير نشرته قناة «فوكس» الاميركية أخيراً، والذي تحدث عن نهاية هذا العام كآخر موعد للقناة. فالخسائر التي وصلت الى أرقام كبيرة لم يعد يتحملها احد، بخاصة انه لا توجد تباشير عن زيادة حقيقية في أعداد المشاهدين لبرامج القناة. في المقابل تواصل الادارة محاولاتها حتى النفس الأخير، فقبل تقرير قناة «فوكس» الذي قدم تفاصيل دقيقة عن الازمة المادية ل «OWN»، أعلن عن ستة برامج جديدة للموسم الصيفي، كما ابرمت القناة قبل شهر تقريباً اتفاقاً مع شركة جديدة لتزويد خدمة التلفزيون، توصل بث القناة الى مناطق جديدة في الولاياتالمتحدة، وهو الامر الذي قد يعني زيادة في عدد المشاهدين. لا يمكن بالطبع عزل الازمة التي تواجهها قناة اوبرا التلفزيونية عن مثيلاتها التي تجابه معظم القنوات الاميركية في الشهور الاخيرة، فآخر تقرير لمعدلات المشاهدة لهذه القنوات خلال الاشهر الاولى من 2012، اظهر تراجعاً لكل القنوات الاميركية، رغم ان معظمها اعد خريطة مكلفة بسبب البرامج والمسلسلات الجديدة التي عرضت للمرة الأولى هذا العام. هذا إضافة الى ان قناة اوبرا التلفزيونية عانت من إشكالية الهوية، فالبرامج التي قدمتها، والتي تراوحت غالبيتها بين البرامج الاجتماعية وتلفزيون الواقع، لا جديد يميزها عن برامج شبيهة في عدد من القنوات التلفزيونية التي تملك سمعة وجمهوراً. كما إن استعانة قناة اوبرا بكثير من الوجوه التي ظهرت وعرفت الشهرة من خلال برنامج المذيعة الحواري، لم تحقق ما كان منتظراً منها من نجاحات، فالفقرات التحقيقية القصيرة التي كانت تستغرق اقل من 5 دقائق، تحولت في القناة الجديدة الى برامج بحلقات من دون ان يملك بعضها النفس الطويل لجذب جمهور كبير ولفترات زمنية طويلة. حتى اوبرا التي ما زالت تملك شعبية كبيرة، لم تستطع ان تحافظ على الهالة التي كانت تحيط بحضورها التلفزيوني قبل عشر سنوات مثلاً، وهو الامر الذي انتبهت اليه المقدمة الذكية، وقررت الانسحاب في الوقت المناسب من الإطلالة التلفزيونية اليومية، لكنها تجد نفسها الآن، وبعد شهور قليلة من تركها البرنامج اليومي، محملة بأعباء قناة كاملة تواجه مطبات ومعضلات. تقترب قناة اوبرا من الاحتفال بعامها الاول، وهي مشروع مشترك تشرف عليه اوبرا وينفري نفسها مع قناة «ديسكافري» الاميركية، ويقال ان هذه الأخيرة استثمرت 600 مليون دولار في قناة «OWN»، وانها ربما تتوقف عن شراكتها مع اوبرا بسبب خسائر العام الاول.