انتهت دعوة إلى الإضراب العام في مصر أطلقها ناشطون معارضون من دون «غضب»، مثلما كان يُطلق الداعون إلى التحرّك على يوم أمس. وبدت الحياة في الشوارع على طبيعتها إلا من تواجد مكثّف لحافلات الشرطة. وكانت حركة السير مزدحمة، كعادتها، في شوارع وسط العاصمة حيث مقرات حكومية عدة، في مؤشر إلى أن الشارع بدا غير عابئ بالدعوة إلى الإضراب منشغلاً بقضاء مصالحه. وأطلق عدد من شباب «حركة 6 أبريل» دعوة إلى الإضراب العام تحت اسم «يوم الغضب» بالتزامن مع ذكرى أول دعوة إلى الإضراب العام في البلاد في 6 نيسان (أبريل) من العام الماضي. وتلقفت قوى معارضة الدعوة الجديدة وبدأت في نشرها، ودعمتها جماعة «الإخوان المسلمين». وطالب الداعون جموع المصريين بارتداء ملابس سوداء والاعتصام في أماكن عملهم معلنين عن مقرات عدة للتظاهر. غير أن هذه الدعوات باءت بالفشل. وكثفت أجهزة الأمن من تواجدها في ميادين العاصمة وشوارعها الرئيسية وعدد من المحافظات الإقليمية على رأسها مدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل) والتي شهدت أحداث عنف في اليوم نفسه من العام الماضي. وانتشرت أعداد كبيرة من الجنود مدعمين بعشرات حاملات الجنود والعربات المصفحة حول مقر نقابة الصحافيين الذي يُعد مقراً دائماً لتظاهرات المعارضة ومقر اتحاد العمال ومقر الجامعة الأميركية في وسط القاهرة ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري «ماسبيرو» إضافة إلى محيط مقر مجلس الدولة المصري في محافظة الجيزة حيث تنظر محكمة القضاء الإدارية العليا في طعن الحكومة المصرية ضد حكم سابق بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل. وشهد مقر نقابة الصحافيين في وسط القاهرة تظاهرة لم يتعد المنضمون إليها عشرة أشخاص تزعمهم رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد عبدالقدوس فيما تظاهر زعيم ومؤسس حزب الغد الليبرالي المعارض أيمن نور ومعه نحو عشرة من أنصارة أمام مقر مجلس الدولة. وشهدت الجامعات تحركات عدة حيث تظاهر مئات الطلاب من مختلف التيارات في جامعة القاهرة وسط حراسة أمنية مكثفة مطالبين بالسماح لهم بحرية العمل السياسي داخل الحرم الجامعي إضافة إلى خفض المصروفات الدراسية. وفي جامعتي عين شمس (شرق القاهرة) والإسكندرية الساحلية (240 شمال القاهرة) تظاهر المئات من طلاب جماعة «الإخوان المسلمين».