تنطلق يوم الجمعة المقبل، حملة شعبية للمشاركة في تنظيف غابة المنغروف الممتدة من ساحل محافظة رأس تنورة، إلى مدينة صفوى (محافظة القطيف)، بمشاركة 4 جهات محلية، إضافة إلى مجموعة من المتطوعين والمتطوعات، من جنسيات مختلفة، وسط ترحيب ودعم من قبل نشطاء ومهتمين بحماية البيئة، على مستوى المملكة. وتُنظم هذه الحملة، بمشاركة جمعية الخليج الأخضر، وجماعة مؤيدي ومتطوعي البيئة (سيڤ)، وجمعية صيادي الأسماك، وجمعية العطاء النسائية الخيرية. وقال رئيس جمعية الخليج الأخضر علي شعبان: «إن الحملة جزء من حملة التوعية بأهمية الحفاظ على الثروة الوطنية السمكية، وإيقاف التعديات الواقعة عليها، ممثلة في الردم والزحف العمراني باتجاه البحر، التي تسببت في اختفاء الحياة السمكية من أجزاء مهمة من السواحل، ما يهدد الاكتفاء الذاتي للمملكة من الأسماك». وأضاف شعبان، في تصريح إلى «الحياة»، أن «الحملة امتداد لعمل متواصل منذ أكثر من سنتين، عبر إقامة حملات تنظيف وتوعية، بأهمية هذه الثروات الطبيعية والأخطار المترتبة على تدميرها، أو العبث فيها، ويتم إشراك عدد من الشبان والفتيات فيها». وأشار إلى أن الحملات السابقة «شهدت مشاركة المواطنين بأعداد كبيرة، وكذلك مجموعة من المقيمين من دول عدة، بينها الولاياتالمتحدة الأميركية ودول أوروبية». وعلق المحامي طلال العنزي، على هذه الحملة بأنها «تجسيد للنشاط المدني المنشود تفعيله بين شرائح المجتمع، والدعوة إلى إدخال الفرد في منظومة العمل التطوعي». وأضاف أن «النشاط البيئي مجال خصب قابل للتفعيل، وبخاصة أنه متاح من دون أية قيود، سواء في شقه التوعوي أو الميداني»، معتبراً ذلك «فرصة يجب أن تستغل بطرقها الصحيحة، لتعويد الناس على الانخراط في مجموعات منظمة، كي تقوم بأدوار ومهمات معينة». فيما أوضحت الناشطة البيئية خيرية ناجي، أن مثل هذه الحملات تأتي ضمن «نطاق التكامل المجتمعي لحماية البيئة، والتصدي إلى أشكال التلوث كافة، التي ألحقت الأذى بحياتنا». وأوضحت أن هناك «حملات مشابهة يتم القيام بها في الساحل الغربي للمملكة، وهي شبه دورية، ويتم خلالها تنظيف الشواطئ وتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية البحر ونظافته». ولفتت إلى أن مثل هذه الحملات «تلقى تفاعلاً ومشاركة من قبل الناس، من دون أن نقدم لهم دعوة». يذكر أن أشجار المنغروف (القرم) أحد أهم الثروات الوطنية؛ كونها محطة مهمة للطيور المهاجرة للتزاوج والغذاء، وهي بيئة التكاثر لمئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية، وهي تقوم بتنقية المياه من الكثير من المواد السامة، وعلى رأسها الترسبات النفطية، إضافة إلى أن أوراقها من أجود أنواع الغذاء للماشية والاستخدامات الطبية.