كشفت وثيقة أردنية رسمية حصلت عليها «الحياة» امس أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الطاحنة إلى القرى والبلدات الأردنية وصل إلى 546 ألفاً، عاد منهم طوعاً إلى بلدهم منذ بداية الأزمة نحو 87 ألف لاجئ، فيما ارتفع عدد السوريين الذين يقطنون المملكة قبل الحرب وبعدها إلى مليون و296 ألفاً. وعزا مصدر اردني مسؤول تحدثت إليه «الحياة» ارتفاع عدد العائدين إلى بلادهم إلى «صعوبة الأوضاع التي يعيشها السوريون في المملكة، وسط نقص المساعدات الدولية والعربية». وذكرت الوثيقة الصادرة عن وزارة الداخلية الأردنية أن عدد اللاجئين المقيمين حالياً في مخيم الزعتري، تجاوز 122 ألفاً، وأن السعة الاستيعابية رفعت خلال الأيام الماضية إلى 130 ألفاً، وأن عدد الذين فروا من المخيم منذ إنشائه بلغ 54 ألفاً. وكشفت الوثيقة للمرة الأولى، وفي شكل صريح، وجود أعداد كبيرة من المنشقين عن الجيش السوري النظامي لدى الأردن، مؤكدة أن عددهم ارتفع إلى 3742، وأنهم يقطنون في مساكن خاصة وفرتها الحكومة الأردنية. وفي موازاة ذلك، اكد مدير شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، العميد وضاح الحمود، استعداد المملكة لاستقبال أي موجات لجوء كبيرة، وقال في تصريح أمس إن الجهات المعنية افتتحت خلال اليومين الماضيين مخيماً جديداً للسوريين، في منطقة الأزرق شمال شرقي الأردن، بسعة 130 ألف لاجئ، على أن يستقبل خلال المرحلة الأولى نحو 55 ألفاً. وأضاف أن السلطات الأردنية «اتخذت التدابير كافة لاستقبال اللاجئين»، قائلاً إن المؤسسات الإغاثية والرسمية «جاهزة للتعامل مع الحالات القصوى». ويوازي المخيم الجديد بسعته، مخيم «الزعتري»، الذي يضم عشرات آلاف اللاجئين، ويُعد رابع أكبر تجمع سكاني في المملكة. وفي الإطار نفسه، قالت منظمة الأممالمتحدة لإغاثة الطفولة (يونيسيف) إنها تعاملت مع 792 طفلاً لاجئاً مفصولين عن ذويهم في «الزعتري»، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء 322 طفلاً وصلوا من دون ذويهم. وقالت الناطقة باسم «يونيسيف» إيمان المعنقر إن المنظمة «تمكنت بالتعاون مع الهيئات الدولية من إعادة أطفال آخرين إلى ذويهم، مشيرة إلى أن 470 طفلاً وصلوا مع أقاربهم، وتم تأمين الأجواء العائلية لهم من خلال الأسر البديلة». وأضافت أن معظم الأطفال المفصولين عن ذويهم داخل مخيم الزعتري «تم جمعهم بذويهم داخل المخيم»، مشيرة إلى أن المنظمة «تبذل جهوداً مضاعفة في هذا الإطار» وأنها «على أتم الاستعداد لتلبية حاجات أي موجة جديدة من اللاجئين السوريين، من قبيل تأمين مياه الشرب والمأكل والمأوى واللوازم الصحية». إلى ذلك، اجتاز الشبك الحدودي الفاصل بين الأردن وسورية أمس قرابة 241 لاجئاً سورياً، في الوقت الذي دخل فيه قرابة 427 آخرون، عبر مختلف المراكز الحدودية الرسمية، وفق إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين.