استعادت قوات الرئيس بشار الأسد وموالون سيطرتها على مدينة تقع على الطريق الاستراتيجية بين الساحل والداخل، في حين هاجم مقاتلو المعارضة بئراً نفطية وأنبوب غاز في شمال شرقي البلاد. وتجددت المواجهات في أطراف دمشق وسط قصف عنيف من قوات النظام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن قوات النظام مدعومة بقوات من «جيش الدفاع الوطني» الموالية لها استعادت «السيطرة على مدينة أريحا بعد عشرة أيام من القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة منذ أن سيطرت عليها كتائب أحرار الشام وصقور الشام وجبهة النصرة» في 24 الشهر الماضي. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، أن المدينة «استراتيجية لوقوعها على الطريق الدولية بين حلب (شمال) واللاذقية (غرب)»، مشيراً إلى أن «النظام تمكن من استعادة السيطرة على المدينة خلال عشرة أيام». وأشار إلى أن المدينة «تعرضت خلال الأسبوع الماضي لقصف متواصل من الطيران الحربي والمدفعية، إضافة إلى اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». ونقل «المرصد» عن ناشطين قولهم إن المدينة «التي نزح عنها معظم سكانها، تشهد حالات سلب ونهب تقوم بها القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني». في غضون ذلك، تواصل القوات النظامية قصفها على جبل الأربعين المجاور لأريحا «في محاولة للسيطرة عليه»، في حين قصف الطيران المروحي بلدة سرجة المجاورة التي تعرضت لأكثر من 13 برميلاً متفجراً. وقصف الطيران المروحي بلدات منطف وكفرلاته وبزابور في جبل الزاوية بالبراميل المتفجرة. وفي شمال البلاد، نفذ الطيران الحربي غارة على دوار قاضي عسكر في مدينة حلب ترافق مع قصف القوات النظامية على المنطقة، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة مبنى المخابرات الجوية بصواريخ محلية الصنع. وقال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة جرابلس على الحدود مع تركيا بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومقاتلين من عائلة الجادر التي ينتمي إليها العقيد المنشق يوسف الجادر (أبو الفرات) الذي قاد معركة السيطرة على مدرسة المشاة العام الماضي، وانتهت بانتشار عناصر «الدولة الإسلامية». وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي من طرف ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» من طرف آخر على طريق رأس العين-تل حلف في ريف الحسكة. ووردت أنباء عن سيطرة مقاتلي «وحدات حماية الشعب» على مقرات عدة لمقاتلي «الدولة» في قرية كشتو ومحيطها، أعقبها قصف على مناطق في مدينة رأس العين بقذائف الهاون. وفي دير الزور المجاورة، اندلعت النيران في خط غاز الجبسة عند بلدة سفيرة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مسلحين فجروا خطاً لنقل الغاز، مشيرة إلى أن الهجوم أدى إلى «تفجير الخط واندلاع النيران فيه». ونقلت «سانا» عن مصدر في وزارة النفط أن «العمل التخريبي» أدى إلى توقف معمل غاز الجبسة «الذي ينتج يومياً نحو 1.5 مليون متر مكعب من الغاز النظيف». وأوضحت أن هذا المعمل يغذي محطات توليد الكهرباء في بعض مناطق شرق البلاد، ما سيؤدي إلى نقص في كميات الغاز المستخدمة كوقود، وبالتالي انخفاض في إنتاج الطاقة الكهربائية. من جهتها، أفادت الوكالة أن حريقاً شب مساء الأحد في بئر نفطية في منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة (شمال شرق) «نتيجة قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتكرار الاعتداء على البئر بهدف سرقة النفط»، مشيرة إلى أن إنتاجها يقارب ثلاثة آلاف برميل يومياً. وتقع غالبية الحقول النفطية في البلاد، والمتركزة في شمال البلاد وشرقها، تحت سيطرة مقاتلي المعارضة أو المقاتلين الأكراد. وفي دمشق، دارت اشتباكات فجراً في محيط بلدية اليرموك في مخيم اليرموك، بينما تعرض شارع الثلاثين لقصف القوات النظامية. واندلعت أيضاً مواجهات في حي برزة في الطرف الشمالي لدمشق في محاولة للقوات النظامية اقتحام المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة لجهة الحنبلي والشرطة العسكرية وسط «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية» وفق «المرصد» الذي تحدث أيضاً عن اشتباكات في كراجات العباسيين. وفي ريف دمشق، جددت القوات النظامية قصفها على مناطق في بلدة الهامة وأطراف ضاحية قدسيا غرب العاصمة وسط انقطاع للتيار الكهربائي، في وقت دارت اشتباكات على جبهة إدارة المركبات بمدينة حرستا. كما جددت القوات النظامية قصفها على مناطق في معضمية الشام، وسط اشتباكات. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الرحيبة التي كانت شهدت هجمات شنها مقاتلو المعارضة.