قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس أن التهديدات التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ضد فرنسا عززت قناعته بضرورة معاقبة الأسد، داعيا الأسرة الدولية الى الرد على المجزرة الكيماوية التي نفذها لان «من كان لديهم شك في نواياه» ينبغي أن يكفوا عن ذلك، لانه على استعداد لتصفية من يعارضه واستهدافه بغازات سامة. وأضاف هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الألماني يواكيم غوك الذي يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا انه عازم على بذل كل ما في وسعه لمواجهة التهديد الذي يمثله نظام الأسد بالنسبة إلى شعبه والمنطقة والعالم لان «هذا التهديد لن يزول طالما بقي نظامه قائما». ولفت إلى أن الفرق بين الديموقراطية والديكتاتورية هو أن «بإمكان ديكتاتور أن يتحدث الى صحيفة وأن يشتم البلد الذي تنتمي اليه ويكذب بادعائه انه لا يملك كميات من السلاح الكيماوي ويهدد الفرنسيين»، مضيفا أن هذا ما عزز قناعته بضرورة معاقبة الأسد لانتهاكه بروتوكولا دوليا موقعا منذ 90 عاما باستخدامه السلاح الكيماوي». ورأى هولاند أن هذا الاستخدام «جريمة لا يمكن أن تبقى بلا عقاب» وإلا فإنها ستسمح له بمعاودة هذا الاستخدام بما يهدد بخطر الانتشار، كما يهدد امن العالم، مؤكدا ضرورة حشد ائتلاف دولي واسع مع الولاياتالمتحدة وأوروبا والدول العربية، وأيضاً العمل بإصرار على حل سياسي بمشاركة كل الأطراف. ولمح الى ان تشكيل مثل هذا الائتلاف مرتبط بتصويت الكونغرس الأميركي على العمل العسكري «لان فرنسا لا يمكن أن تتحرك وحدها»، وإذا رفض الكونغرس الضربة العسكرية فان «فرنسا ستتحمل مسؤولياتها عبر دعمها للائتلاف» الوطني السوري بما يتيح تغيير الوضع على الأرض. وحول ما إذا كان سيعمل بدوره على دعوة البرلمان الفرنسي الى التصويت، أجاب هولاند أن البرلمان سيبحث اليوم الوضع في سورية استنادا إلى وثائق سبق أن عرضت على رؤساء الكتل النيابية وتوكد أن ما حصل في الغوطة «مجزرة كيماوية وهناك أدلة على ذلك لا يمكن المجادلة بشأنها». وتابع «نعرف أن نظام بشار الأسد هو الوحيد الذي لديه هذا النوع من السلاح ولديه التقنية التي استخدمت لذلك، وأن المنطقة التي استهدفت تابعة للمعارضة والغاز القاتل الذي استخدم يعتقد انه غاز سارين، وعندما تحصل مجزرة كيماوية اطلع عليها العالم وجمعت أدلة حولها وحدد المسؤولون عنها لا بد من رد يصدر عن الأسرة الدولية لان مثل هذه الجريمة لا يمكن أن تبقى بلا عقاب». وصرح غوك من جانبه أن استخدام السلاح الكيماوي يستدعي ردا مناسبا وأن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تعتبر انه بالامكان التوصل إلى اتفاق دولي حول الرد المناسب على الوضع السوري، مشيرا إلى أن ألمانيا لا تتحرك على الساحة الدولية مثل فرنسا «لكن قيمنا الأساسية مشتركة ونحن على الخط نفسه ونأمل أن تصل الأسرة الدولية إلى لغة مشتركة للرد على الديكتاتور». إلى ذلك قال مصدر ديبلوماسي فرنسي أن القلق الرئيسي الناجم عن تهديدات الأسد يتعلق بدول الجوار نظرا لقدرة النظام السوري على الإيذاء والتي يمكن أن تمارس ضد جيرانه وخصوصا ضد لبنان والدول التي يمكن أن تشارك في الائتلاف والمصالح الفرنسية مثل المقار القنصلية والديبلوماسية والمؤسسات الثقافية والدراسية والقوة الفرنسية العاملة في إطار «يونيفيل» في جنوب لبنان. وذكر أن هذا ما سيكون محط اهتمام ويقظة من قبل السلطات الفرنسية المعنية في حال حصول ضربة عسكرية على سورية، مشيرا إلى أن أي توجيهات محددة لم تصدر بعد بهذا الشأن لكنه تم تشديد الإرشادات إلى المسافرين لثنيهم عن التوجه إلى لبنان إلا في حالات الضرورة القصوى. وشكك المصدر بما قاله الأسد في حديثه إلى «لوفيغارو» عن مخاطر اشتعال المنطقة إذا ضربت سورية، لكنه لفت إلى انه لا يمكن القول انه سيركع إذا ضرب لان بإمكان الاستخبارات السورية استهداف مصالح الدول المؤيدة للضربة ومنها تركيا والأردن، وأن هناك قلقا أساسيا بالنسبة إلى لبنان خصوصا في ظل ارتفاع عدد النازحين السوريين.