يعترض الفقيه دبيان على القول بأن الخلاف الفقهي في مجتمعنا من نوع حجاب المرأة، وحكم صلاة الجماعة وغيرها.. كان مُغيباً موضحاً أن هذا القول يوحي بأن هناك قصداً سيئاً بتعمد إخفاء العلم عن الناس، مؤكداً أن الحال ليست كذلك، وإنما كان مجتمعنا مجتمعاً حديث النشأة، وكانت الأمية ضاربة بأطنابها. ويعد الخلاف الفقهي في مجتمع أمي خطاباً نخبوياً في ذلك الحين، ومع ذلك كان الشيخ السعدي - رحمه الله - قبل أكثر من 60 عاماً وكان التعليم محدوداً كان الشيخ يسوق الخلافات الفقهية وأدلة كل فريق ويرجح منها ما يراه راجحاً، وكان الشيخ ابن باز وابن عثيمين في شبابهما يفتون في ذلك الوقت بما يخالف ما عليه العمل في البلد، بل وبما يخالف ما يفتي به مفتي الديار في حينه الشيخ محمد بن إبراهيم. وبعد انتشار العلم والتعليم قامت الجامعات بدورها في نشر الخلاف الفقهي قبل الثورة الاتصالية، وأصبح العوام عندنا يتقبلون في الخطاب الديني مصطلح الراجح من أقوال أهل العلم والصحيح من أقوال العلماء، ويسمعون تضعيف بعض الأقوال في المذهب. ويضيف الفقيه الدبيان أما إذا سألتني أيهما أفضل التقليد أم الاجتهاد، فلا شك أن الاجتهاد أفضل بشرط أن يكون الاجتهاد صادراً من أهله، وأن يكون مبنياً على طلب الحق وليس الهوى والشهوة. لقد كان الخلاف عند السلف لا يبحث عن الترخص، فتجد منهم من يرى سنية صلاة الجماعة، ويمكث 40 عاماً لا تفوته تكبيرة الإحرام. وكان الألباني يرى جواز كشف الوجه ويحجب بناته فإذا اختار المجتمع الحجاب، وهو قول قوي له أدلته الشرعية لا يجوز لأحد سواء الجهات التنفيذية أو الحركات الليبرالية أن تفرض على المجتمع خياراً آخر بحجة الخلاف الفقهي، لماذا لا يكون الخلاف الفقهي حجة للمجتمع أن يختار من هذا الخلاف ما يناسبه، ولو كان هذا لا يروق للبعض، كالحجاب ووجوب صلاة الجماعة.