اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين ان بلاده «غير مقتنعة إطلاقاً» بالأدلة التي قدمتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية في هجوم وقع في 21 آب (أغسطس) في ريف دمشق، واعتبر أن أي ضربة عسكرية إلى سورية ستعني تأجيل مؤتمر «جنيف-2» لفترة طويلة «إن لم يكن للأبد». وقال لافروف في محاضرة أمام «معهد العلاقات الدولية» في موسكو «ما عرضه علينا شركاؤنا الأميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الإطلاق». وأضاف أن الغرب عرض بعض الأدلة على روسيا، لكنه شكك في صحتها موضحاً أن «ما عرض علينا هو بعض الصور الخالية من أي شيء ملموس: لا خرائط جغرافية ولا أسماء، وفيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك». وتابع «حين نطلب المزيد من التفاصيل، يقولون إن الأمر سري ولا يمكنهم عرضه». ونشرت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي تقريراً لأجهزة الاستخبارات يعدد مجموعة من الأدلة التي تثبت استخدام غاز «سارين» في الهجوم. وأكد وزير الخارجية جون كيري الأحد أن الولاياتالمتحدة تلقت وحلّلت عينات شعر ودم ما أثبت استخدام غاز «سارين»، مجدداً اتهام دمشق باستخدامه. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الجنوب أفريقية مايتي نكوانا-ماشاباني التي تزور موسكو، قال لافروف انه «إذا نفذت بالفعل العملية التي اعلنها الرئيس الأميركي (باراك اوباما) وهو أمر مؤسف لنا جميعاً (...) فسيؤدي ذلك إلى تأجيل فرص عقد مؤتمر السلام لفترة طويلة إن لم يكن للأبد». في هذا الوقت، أرسلت روسيا سفينة استطلاع تابعة لأسطولها في البحر الأسود إلى المياه قبالة السواحل السورية، على ما نقلت وكالة «انترفاكس» امس عن مصدر عسكري أوضح أن سفينة جمع المعلومات «اس. اس. في-201 بريازوفيي» أبحرت مساء الأحد من مرفأ سيفاستوبول في أوكرانيا «إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط». وتابع المصدر ان «المهمة الموكلة الى الطاقم تقضي بجمع معلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعاً متفاقماً»، وأضاف ان السفينة لن تكون رسمياً احدى قطع مجموعة السفن الحربية التابعة للبحرية الروسية المنتشرة حالياً في المنطقة وستبلغ تقاريرها مباشرة للقيادة العامة في موسكو. وقال ان نشر السفينة نفذ في اقصر وقت ممكن. وتنشر روسيا اربع سفن حربية في شرق المتوسط منذ الأزمة السورية، تقوم بتغيير مواقعها كل بضعة اشهر. وإضافة الى ذلك ترسل حالياً السفينة ادميرال بانتيلييف المضادة للغواصات، لكن وزارة الدفاع تصر على ان ذلك جزء من خطط اعادة تمركز مقررة وليس في اطار تعزيز القوة. ولروسيا قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ طرطوس السوري موروثة من العلاقات الوثيقة التي تربط بين موسكوودمشق منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وفي بكين، أعربت الصين امس عن «قلقها الشديد» من احتمال تنفيذ «أعمال عسكرية بصورة فردية» تستهدف النظام السوري، وكررت تأكيد ان «الحل السياسي» وحده يؤدي الى ايجاد حل للأزمة السورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمره الصحافي اليومي «نشعر بقلق شديد من احتمال اقدام بلدان على القيام بأعمال عسكرية بصورة فردية» ضد سورية. وأضاف ان بكين «تعارض استخدام اي طرف للأسلحة الكيماوية»، مشدداً على ان الصين تؤيد التحقيق الذي تجريه الأممالمتحدة في هذا الخصوص. وقال «أي عمل من جانب المجتمع الدولي يجب ان يحترم قواعد ميثاق الأممالمتحدة والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وتجنب تعقيد قضية سورية أكثر وتجنب مزيد من الكوارث في الشرق الأوسط.» وأضاف هونغ ان «الولاياتالمتحدة ابلغت الصين بالأدلة الأميركية حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية»، من دون ان يحدد مدى اقتناع بكين بهذه الأدلة. وأخيراً، اكد الناطق الصيني ان «وحده الحل السياسي يؤدي الى إيجاد حل للأزمة السورية»، مكرراً الموقف التقليدي لبكين حول هذه المسألة. وكانت الصين دعت الى عدم استباق اي طرف نتائج التحقيق الذي تجريه الأممالمتحدة.