تراجعت أسعار النفط في مطلع أسبوع التعاملات العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيطلب موافقة الكونغرس على تدخل عسكري ضد سورية، ما قلل من احتمالات ضربة وشيكة وانحسار بواعث القلق من تعطل إمدادات من الشرق الأوسط. واستفاد النفط من تحسن نشاط المصانع في الصين ومنطقة اليورو، ما عزز الآمال بانتعاش النمو الاقتصادي والطلب على النفط. وتراجعت عقود «برنت» إلى 112.20 دولار للبرميل بانخفاض 1.81 دولار لكنها عادت للارتفاع بعد ذلك إلى نحو 114.15 دولار. وشهد الخام الأميركي في تعاملات ما بعد الإغلاق ببورصة «نايمكس» تراجعاً حاداً. وهبط الخام 3.44 دولار إلى 104.21 دولار قبل أن ينتعش إلى 107 دولارات للبرميل. وكانت الأسواق الأميركية مغلقة في عطلة عامة بمناسبة يوم العمال. وقال المحلل في «سي أم سي ماركتس»، ديزموند شوا، إن «المستثمرين يتريثون بعد قرار الرئيس أوباما عرض قراره بشأن تدخل في سورية على المشرعين الأميركيين». وأشار إلى أن الأنظار ستتركز على أوباما في قمة مجموعة العشرين في روسيا هذا الشهر، حيث يُرجح أن تكون سورية على رأس جدول الأعمال. في سياق آخر، توقع الرئيس التنفيذي ل «أرامكو» السعودية خالد الفالح أن ينتج مشروع حقل مدين للغاز في البحر الأحمر 75 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً ما سيساعد على تلبية الطلب المحلي المتنامي. وتحاول السعودية تعزيز إنتاجها من الغاز بشكل سريع لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء الذي يشهد نمواً سريعاً، وتغذية صناعة البتروكيماويات المزدهرة. ولفت الفالح في بيان إلى أن تطوير حقل مدين يمضي قدماً كما هو مخطط له. وأضاف: «الغاز المستخرج من حقل مدين سيضخ إلى محافظة ضباء لتغذية محطات توليد كهرباء جديدة تنوي الشركة السعودية للكهرباء وأرامكو إنشاءها». وقدّر إنتاج الحقل بما يعادل 2.12 مليون متر مكعب يومياً. ويُتوقع أن ينتج حقل مدين نحو 4500 برميل يومياً من المكثفات. في ليبيا، أعلن مسؤول في قطاع الطاقة أن البلد عزز واردات الديزل وزيت الوقود لتشغيل محطات الكهرباء بعد أن تسببت احتجاجات في إغلاق معظم حقول الغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية. ولفت مسؤول في «المؤسسة الوطنية للنفط» إلى أن ليبيا استوردت «ما لا يقل عن ثلاثة أمثال كميات الوقود السائل» التي تستوردها في الأحوال العادية كي لا تتوقف محطات الكهرباء عن العمل. وتابع: «كل إمدادات الغاز في المنطقة الشرقية متوقفة». وأوضح أن «المؤسسة الوطنية للنفط» طلبت من سفينة حُملت بشحنة تبلغ 600 ألف طن من الخام في مرفأ البريقة، التوجه إلى ميناء الزاوية في غرب البلد لأن الشحنة ستذهب إلى مصفاة الزاوية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يومياً. إلى ذلك، أعلنت المجموعة الأم ل «سينوبك» الصينية أن الشركة بدأت تشغيل مستودع تجاري كبير لتخزين النفط الخام في شمال الصين أمس بعد تأخر تسعة أشهر عن الموعد الأصلي المقرر لذلك. ونشرت الشركة على موقعها الإلكتروني أن مجمع الصهاريج البالغة سعته 20 مليون برميل في مدينة تيانجين الساحلية قرب بكين تسلم أولى شحناته وبلغت 130 ألف طن من النفط الخام وكانت آتية من الكويت. وتضم المنشأة 32 صهريجاً لتخزين الخام سعة الواحد منها 100 ألف طن وهي من أكبر مستودعات التخزين في العالم. وسيشمل المشروع، الذي تبلغ كلفته ثلاثة بلايين يوان (490 مليون دولار) خط أنابيب بطول 22 كيلومتراً طاقته 400 ألف برميل يومياً وفق ما أعلنت «سينوبك» في أيار (مايو) 2010 عندما بدأت أعمال البناء. وكان يُتوقع أن تدخل المنشأة الخدمة في نهاية 2012. ومن موسكو، رجّح ناطق باسم «ترانسنفت»، التي تحتكر خطوط أنابيب النفط في روسيا، استئناف إمدادات الخام إلى ميناء «نوفوروسيسك» على البحر الأسود غداً بعد توقف التسليم بسبب تسرب في خط رئيس. وقال الناطق إيغور ديومين: «وفقا لخطة الصيانة نهدف إلى استئناف ضخ النفط بنهاية الرابع من أيلول (سبتمبر)». ولفت إلى أن الشركة تضع برنامج تحميل جديداً للشهر الحالي لكن خطط تصدير 3.185 مليون طن من النفط عبر الميناء في أيلول لن تتغير. تركيا تشكو ارتفاع كلفة الطاقة أنقرة - رويترز أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن أسعار النفط العالمية ارتفعت إلى مستويات لا تطاق، ويجب أن تتراجع نحو عشرة دولارات للبرميل كي يستمر نمو الطلب التركي على الخام. وقال: «في الوقت الحالي نتوقع استمرار الطلب التركي على النفط، لكن كي يتواصل، يجب أن يتراجع سعر النفط، هذا السعر غير محتمل». وأضاف أن تركيا تجري محادثات مع الصين بشأن شراكة محتملة في مشروع لتوليد الكهرباء من فحم اللجنيت أرجأه الشريك الأصلي «شركة أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة).