ارتفعت أسعار النفط الخام فوق 105 دولارات للبرميل لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر، بعدما أعادت غارة جوية إسرائيلية على أهداف سورية التركيز على الأخطار التي تهدد إمدادات الشرق الأوسط لكن المكاسب تراجعت بعد بيانات اقتصادية أوروبية ضعيفة. ولامس خام «برنت» 105.49 دولار للبرميل وهو سعره الأعلى منذ 11 نيسان (أبريل)، وكان مرتفعاً 53 سنتاً عند 104.72 دولار. وزاد الخام الأميركي إلى 97.17 دولار ثم جرى تداوله مرتفعاً 67 سنتاً عند 96.28 دولار للبرميل. وقال مستشار شؤون النفط لدى «آي أتش أس» في سنغافورة، فيكتور شوك: «تصاعد التوترات السياسية زاد من علاوة الأخطار في النفط ومبعث القلق هو أن تؤدى الغارة الإسرائيلية إلى زيادة تورط دول أخرى في الصراع السوري». إلى ذلك، أفاد مصدر في صناعة النفط بأن السعودية أنتجت 9.3 مليون برميل يومياً من الخام في نيسان ارتفاعاً من 9.14 مليون برميل يومياً في آذار (مارس). وأشار إلى أن المملكة زودت الأسواق المحلية والخارجية بنحو 9.2 مليون برميل يومياً بزيادة طفيفة من 9.15 مليون برميل يومياً في آذار. ومن المرجح أن تكون المئة ألف برميل يومياً التي أنتجت ولم تصدر إلى الأسواق قد تم تخزينها. وكانت مصادر مطلعة على سياسة النفط في السعودية لفتت في أواخر الشهر الماضي إلى أنها تتوقع استقرار الطلب على الخام السعودي من آذار إلى حزيران (يونيو) 2013. ويفيد تحليل أجرته وكالة «رويترز» للبيانات الرسمية بأن الطلب في السعودية على الخام لتوليد الكهرباء قفز 147 ألف برميل يومياً في المتوسط من آذار إلى نيسان في السنوات الثلاث السابقة. لكن الزيادة من آذار إلى نيسان 2012 كانت أقل كثيراً عند 64 ألف برميل يومياً بسبب زيادة إمدادات الغاز في مطلع السنة لتغذية محطات الكهرباء في المملكة. من ناحية أخرى أعلنت الشركة الإماراتية المشغلة لشبكة أنابيب «برنت» في الجزء البريطاني من بحر الشمال، إنها قد تغلق خط الأنابيب لفترة وجيزة أثناء إصلاح دعائم المنصة «كورمرانت ألفا». ومن المتوقع أن تظل المنصة البالغة طاقتها عشرة آلاف برميل يومياً مغلقة لأشهر من أجل إصلاح تسرب. ولا تعتزم «شركة أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) إغلاق شبكة «برنت» التي تنقل في الظروف العادية 80 ألف برميل يومياً من النفط من حقول أخرى قبالة سواحل اسكتلندا، لكنها لفتت في بيان إلى أنها قد تضطر لذلك كإجراء احترازي موقت إذا اقتضت الضرورة خلال أعمال الفحص والإصلاح والصيانة. وكانت الشبكة أغلقت مرتين هذا العام بعد اكتشاف تسرب للنفط والغاز في دعامة المنصة «كورمرانت ألفا». وظل إنتاج المنصة متوقفاً منذ تسرب سابق في كانون الثاني (يناير) وقررت «طاقة» عدم استئناف الإنتاج قبل الانتهاء من برنامج الصيانة. في سياق آخر، أعلنت شركة النفط والغاز البريطانية «بي جي غروب» توقيع اتفاق بقيمة 1.93 بليون دولار مع شركة النفط الصينية «سنوك» لإمداد الأخيرة بالغاز الطبيعي المسال وحصولها على حصة في مشروع «كوينزلاند كرتس» للغاز المسال التابع للمجموعة البريطانية في أستراليا. وجاء في بيان الشركة «تلتزم مجموعة بي جي تصدير 8.6 مليون طن سنوياً إلى الصين ما يجعلها أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى سوق الطاقة الأسرع نمواً في العالم». وتوصلت الشركتان إلى اتفاق مبدئي في شأن توريد الغاز الطبيعي المسال وشراء الحصة في العام الماضي. وكان مقرراً استكمال الاتفاق في النصف الأول من عام 2013.