انضمت وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى رئيسها بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان في التنديد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية تصريحاته حول الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ورسالة التعزية التي بعث بها لعائلة الشهيد المقدسي معتز حجازي الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بداعي أنه حاول قتل المتطرف اليميني يهودا غليك. ولأول مرة تنضم ليفني، المعتبَرة أكثر وزراء الحكومة اعتدالاً، إلى اليمين المتطرف في التشكيك بوجود شريك فلسطيني للمفاوضات. وقالت ليفني للإذاعة العامة أمس، إن تصريحات عباس حول (الدفاع عن) المسجد الأقصى «لا تثير الغضب فحسب، إنما خطيرة». وأضافت أن الرسالة التي بعثها «قلبت الحقائق، إذ جعلت من إسرائيل منفذة اغتيال ومن منفذ الاغتيال شهيداً». وأردفت أن تصريحات عباس ورسالته قد تقودان إلى فقدانه السيطرة على الأوضاع وعندها سنحمّله المسؤولية. وتابعت أنه «لا يجوز أن يتجول أبو مازن في العالم ويقول إنه يعارض العنف، وهنا يتحدث بصوت آخر ويبعث برسالة تشجع أعمال العنف». وأضافت أن إسرائيل «هي الجهة السيادية في القدس، وعليها أن تتصرف بناء على ذلك»، ودعت زملاءها وكل أولئك الذين يدعمون فكرة «تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)» إلى الكف عن إطلاق «تصريحات من شأنها أن توسع دائرة النزاع ليشمل العالمين الإسلامي والعربي بما فيه مصر والأردن». وكان نتانياهو أصدر بياناً مساء أول من أمس، طالب فيه المجتمع الدولي بالتنديد بالرئيس عباس على إرساله رسالة التعزية ومضمونها. وجاء في البيان: «في الوقت الذي نحاول تهدئة الأجواء، يبعث أبو مازن برسالة تعزية بموت من حاول تنفيذ عملية قتل بشعة. حان الوقت أن يندد المجتمع الدولي به على سلوكه هذا». وأدلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي يهاجم صباح مساء رئيس السلطة الفلسطينية، بدلوه في التحريض على عباس، حين قال إن رسالة التعزية «تؤكد أن أبو مازن هو فعلاً شريك، لكنه شريك للإرهاب والإرهابيين والقتلة»، مضيفاً أن «الرسالة الحقيرة هي تأييد واضح للإرهاب وتشجيع على تنفيذ عمليات قتل أخرى». ودعا في صفحته على الفايسبوك المجتمع الدولي إلى أن «يلفظ عباس من داخله ويندد بهذا الرجل الذي يقود النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى مناطق العنف والتهديد». وكان عباس أعرب في رسالة التعزية التي حصلت «فرانس برس» على نسخة منها عن «سخطه واستنكاره للجريمة البشعة التي تعرض لها الشهيد معتز حجازي والذي قتل فجر الخميس الماضي على يد عصابات القتل والإرهاب في جيش الاحتلال الإسرائيلي البغيض». في غضون ذلك أعربت أوساط في وزارة الخارجية عن ارتياحها «لوقف كرة الثلج السويدية» التي بدأت باعتراف السويد بدولة فلسطين. وقالت إن إسرائيل نجحت في أن تبقى السويد وحيدة في قرارها، «بعد إعلان الدانمارك وفنلندا والنروج بوضوح أنها لن تحذو حذو السويد». وأشارت «بارتياح» إلى أن عدداً من الساسة الأوروبيين البارزين سيصلون إلى تل أبيب هذا الأسبوع، بينهم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، التي «تعتبر ودودة لإسرائيل أكثر من سابقتها كاثرين آشتون»، وفق الأوساط الإسرائيلية.