حرّض وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اللجنة الرباعية الدولية على إطاحة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) من خلال الضغط لإجراء الانتخابات الفلسطينية، في خطوة نأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنفسه عنها، فيما نددت السلطة بها باعتبارها «تحريضاً على القتل والعنف». ففي أحدث تحرك له في إطار الحملة التي يشنها منذ عام لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني، وجه ليبرمان رسالة الى وزراء خارجية «الرباعية» (الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) يطالبهم فيها بالضغط على السلطة من اجل تحديد موعد للانتخابات العامة بهدف استبدال عباس «لأنه يشكل عقبة في طريق تقدم السلام». وجاء في الرسالة ان «حكومة السلطة مستبدة يطالها الفساد... وحيال مكانة عباس الضعيفة وسياسته عدم استئناف المفاوضات، وهذا بحد ذاته عقبة في طريق السلام، حان الوقت للنظر في حل خلاّق والتفكير خارج الإطار من أجل تقوية القيادة الفلسطينية». واقترح إجراء انتخابات عامة «رغم جهود عباس لإرجائها، من أجل انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وشرعية، نأمل في أن تكون واقعية». ولمح ليبرمان الى «ربيع فلسطيني»، عندما قال إن التغييرات في الحكم التي حملها «الربيع العربي» قفزت عن الفلسطينيين، وأنه «فقط قيادة فلسطينية جديدة يمكن أن تدفع عملية السلام إلى أمام... وعلينا استغلال الربيع العربي لإجراء انتخابات في السلطة من أجل إحداث تغيير جوهري في منظومة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين». وأشارت «هآرتس» إلى أنها المرة الأولى التي يقترح فيها ليبرمان «خطوة عينية لإطاحة أبو مازن، مثل إجراء انتخابات في أراضي السلطة». وقالت ان ليبرمان لم يتهم الرئيس الفلسطيني بالضلوع في الإرهاب ضد إسرائيل «إلا أنه يؤكد أن عباس يتحرك ضد إسرائيل بوسائل ديبلوماسية وقانونية». وأشارت إلى ان الرسالة تذكّر بالحملة التي قادها رئيس الحكومة السابق آرييل شارون ضد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بداعي «ضلوعه في الإرهاب»، ونجاحه في إقناع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بذلك. من جانبها، نأت الحكومة الإسرائيلية بنفسها عن رسالة ليبرلمان، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول كبير في مكتب نتانياهو قوله إن الرسالة لا تمثل موقف رئيس الحكومة أو الحكومة، «رغم أن رئيس الحكومة يرى أن أبو مازن يراكم صعوبات في المفاوضات، لكنه (نتانياهو) يعتزم مواصلة جهوده لدفع الحوار مع الفلسطينيين»، مضيفاً أن «إسرائيل لا تتدخل في الانتخابات في أماكن أخرى». وعقّب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة على الرسالة، قائلاً إنها «تحريضية تسهم في خلق حال من العنف وعدم الاستقرار»، و«إفلاس سياسي ودليل على عزلته وتخبطه، وهي مرفوضة ومدانة». وطالب «الرباعية» باتخاذ موقف من التعامل مع ليبرمان على خلفية التحريض على القتل والعنف، كما طالب نتانياهو وحكومته باتخاذ موقف واضح منها.