قتل 36 شخصاً بينهم 29 ماتوا تعذيباً في معتقلات النظام السوري في وسط البلاد، في وقت واصل الطيران غاراته على مناطق مختلفة في البلاد. وفتح مقاتلو المعارضة معركة جديدة في ريف درعا جنوب البلاد بين دمشق والأردن، فيما سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على ثاني حقل للغاز في وسط البلاد وأعدم آخرين في شمال شرقي البلاد. وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس: «اعدم تنظيم الدولة الاسلامية ثمانية رجال في مدينة البوكمال التابعة لولاية الفرات (تسمية التنظيم للمنطقة الحدودية السورية - العراقية)، بتهمة قتال الدولة الإسلامية»، موضحاً ان «الرجال الثمانية كانوا مقاتلين في كتائب مقاتلة، وسلّموا أنفسهم قبل ايام الى تنظيم الدولة الإسلامية الذي قام بإعدامهم وصلبهم عند دوار الطيارة في مدينة البوكمال في الريف الشرقي لمدينة دير الزور». وكان «داعش» اقدم في حادثة اخرى على اعدام ثلاثة رجال في حي الحميدية في مدينة دير الزور «وقام بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وصلبهم على سور الحديقة العامة الفاصلة بين حيي الجبيلة والحميدية في المدينة». ووجه الى اثنين منهم «تهمة موالاة النظام النصيري والتعامل معه»، والى الثالث «تهمة الانتماء الى الصحوات وقتال الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد». وسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على الجزء الاكبر من ريف دير الزور خلال الصيف الماضي بعد طرد مقاتلي المعارضة منه، إما في معارك، وإما بعد ان قام هؤلاء بمبايعته او الاستسلام له. كما سيطر بالطريقة نفسها على حوالى نصف مدينة دير الزور، بينما لا يزال قسمها الثاني تحت سيطرة قوات النظام السوري. في وسط البلاد، اعلن «داعش» ان عناصره سيطروا على حقل للغاز في محافظة حمص وهو ثاني حقل للغاز يسيطرون عليه خلال اسبوع بعد معارك مع قوات بشار الأسد. وقال موقع «سايت» الذي يتابع مواقع الحركات الجهادية على الإنترنت ان «داعش» نشر 18 صورة على وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت فيها راية «داعش» مرفوعة على حقل جحار للغاز الى جانب عدد من العربات وأسلحة تمكن عناصره من الاستيلاء عليها. وسيطر «داعش» على ثلث الاراضي السورية وأيضاً على مناطق كبيرة من العراق وأعلنوا «الخلافة الاسلامية» في المناطق التابعة لهم في الدولتين. وسيطر التنظيم على حقل الشاعر - وهو أكبر حجماً - في 30 الشهر الماضي. وأفاد «داعش» بأن حقل الشاعر والمواقع المحيطة أصبحت جزءاً من «أراضي الخلافة» وأن جنودها يتقدمون «بفضل الله» ويغزون مناطق جديدة. وأضافت ان عناصره «احكموا سيطرتهم على قرية جحار وشركة مهر لضخ الغاز وقرابة التسعة حواجز مدعمة بالعتاد». وزاد ان عناصر استولوا على دبابتين وسبع سيارات رباعية الدفع وعدد من الاسلحة الآلية الثقيلة. قتلى واعتقالات في حمص ايضاً، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 36 عدد الشهداء الذين قضوا أمس في محافظة حمص بينهم 3 مقاتلين من الكتائب الإسلامية استشهدوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حمص، و29 مواطناً استشهدوا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية، 14 منهم من بلدة مهين، و15 من بلدة حوارين، وطفلان اثنان ورجل استشهدوا جراء قصفٍ لقوات النظام على مناطق في حي الوعر، ورجل استشهد متأثراً بجروح أصيب بها أول أمس إثر قصفٍ لقوات النظام على مناطق في مدينة تلبيسة». وأشار «المرصد» الى انه «تأكدت إصابة مواطنة جراء سقوط 3 صواريخ في باحة مدرسة في حي عكرمة، الذي تقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية. ودهمت قوات النظام منازل طالبات يدرسن في جامعة البعث، في حي عكرمة قرب الجامعة، واعتقل 7 منهن، واقتادهن إلى جهة مجهولة، ومعلومات أولية عن اعتقالات جرت في مناطق أخرى في مدينة حمص». وتابع: «جددت قوات النظام قصفها على مناطق في حي الوعر، ترافق مع سقوط اسطوانتين متفجرتين على مناطق في الحي، وصاروخ يعتقد أنه من نوع ارض -ارض على منطقة في الوعر، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في ريف حمص الشرقي، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في منطقة حقل شاعر وبالقرب من آبار جحار بالريف الشرقي». في شمال البلاد، قصف الطيران الحربي منطقة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب «في حين دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الاسلامية وجبهة انصار الدين التي تضم جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الاسلامية وحركة شام الاسلام من طرف وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف آخر، في منطقة دوار المالية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباكات»، وفق «المرصد» الذي اشار الى ان الطيران المروحي ألقى «برميلين متفجرين على منطقتي مناشر الحجر والبريج وبرميلاً آخر على منطقة جبل الحيدرية في حي الحيدرية في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب». في شمال غربي البلاد، شن الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة دير سنبل التي كانت «جبهة النصرة» سيطرت عليها بعد اقتحام معقل «جبهة ثوار سورية» ضمن تمددها في شمال غربي البلاد. وشن الطيران غارات على مناطق مختلفة في ريف ادلب. في دمشق، تعرضت مناطق في حي جوبر شرق العاصمة لقصف من جانب قوات النظام، وفق «المرصد» الذي اشار الى انه «استشهد رجل مسن من مخيم اليرموك جراء قصف قوات النظام لمناطق في الحي». وتابع ان «قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الطريق الواصل بين مخيم خان الشيح وبلدة زاكية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية على أطراف مدينة حرستا، ترافق مع قصف من قوات النظام على مناطق الاشتباكات. وسقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة في أطراف بلدة زبدين في الغوطة الشرقية». وبين دمشق وحدود الاردن، قال «المرصد» ان قوات النظام «اعتقلت على احد حواجزها يوم امس رجلاً من بلدة الحارة اثناء توجهه الى العاصمة دمشق، في حين استهدفت الكتائب الاسلامية بقذائف الهاون مراكز قوات النظام في الفوج 175 في ريف درعا الشمالي الشرقي، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة بصرى الشام وبلدة بصر الحرير، بينما لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام من طرف ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من جهة اخرى في بلدة الشيخ مسكين ومعلومات عن تقدم للكتائب الاسلامية في البلدة، واستشهد مقاتل من الكتائب الاسلامية ومصرع مقاتل من جبهة النصرة اردني الجنسية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن «الثوار احرزوا تقدماً على قوات الأسد في الشيخ مسكين بريف درعا وتمكنوا من السيطرة على نقاط عدة وتدمير آليات عسكرية، ضِمْن معركة «ادخلوا عليهم الباب»، مشيرة الى «معارك طاحنة دارت في جميع محاور مدينة الشيخ مسكين وسط تقدم للثوار حيث تمكنوا من تحرير نقاط متقدمة كانت تتمركز بها قوات الأسد». وكانت القوات النظامية انسحبت من حاجز جنوب الشيخ مسكين تحت ضربات مقاتلي المعارضة. وقالت «الدرر الشامية» ان «الثوار استهدفوا المساكن والشرطة العسكرية واللواء 82 في مدينة الشيخ مسكين واللواء 112 في مدينة أزرع بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وحققوا إصابات مباشرة في قوات الأسد»، مشيرة الى انهم دمروا دبابتين. وأعلن «مجلس قيادة الثورة في محافظة درعا» إصابة الأمير العسكري العام ل «جبهة النصرة» في درعا «ابي خليفة الأنصاري» إصابة خفيفة خلال المواجَهات.