بعد دوره الأخير في مسلسل «قيامة البنادق» يحضر الممثل اللبناني عمار شلق بعض الأعمال بين المسرح والسينما والتلفزيون، لكنه يرفض الكلام عن أي منها ريثما تكتمل كل التفاصيل. نسأله عن رأيه بأدائه في «قيامة البنادق» الذي عُرِض على شاشة «المنار» فيقول إنه لم يرضَ يوماً بشكل تام عن أي دور لعبه، وهذا الرضا الناقص هدفه البحث عن الأفضل، لكن هذا لا يعني بأنه لم يكن سعيداً جداً بما شاهد. «هذا الدور كان جديداً من نوعه عليّ وعلى المشاهدين، وكان التحدي كبيراً بيني وبين نفسي» يقول شلق، شارحاً أنه كان «مسلطناً» في هذا الدور كما يسلطن المطرب في أغنية ما. ممثل في مستوى عمار شلق ينتظر الجمهور مشاهدته في عدد أكبر من الأعمال الدرامية اللبنانية، فما سبب هذا الإقلال في الظهور على الصعيد المحلي؟ يجيب: «بصراحة، لست راضياً في الفترة الأخيرة عن أداء المحطات التلفزيونية، ولا عن أداء بعض المنتجين، أو بالأحرى الذين يعتبرون أنفسهم منتجين، وقد أثبتت الإنتاجات العربية بأنهم أطفال في لعبة الإنتاج، لذلك قررت أن أترك الأطفال يلعبون لوحدهم، خصوصاً أنهم جعلوا المستوى يهبط بعدما كان في مرحلة نمو». ألا يجد عمار شلق في لبنان منتجين يمكنه العمل معهم؟ «بلا، هناك أكثر من منتج» يقول، «فأنا أرى مثلاً أن صادق الصباح هو منتج بحق، هو يشبه المزخرف الذي يعمل بدقة على أصغر التفاصيل فيقدم عملاً فنياً مميزاً». وماذا عن المنتجين الآخرين؟ يجيب: «مطانيوس أبي حاتم وزياد شويري يشبهان رساماً يرسم لوحة، ومروان حداد يشبه شخصاً ينقل رسماً عن الإنترنت ويوقع اسمه في أسفل الصفحة! صحيح أنه يبيع أكثر لأنه ينهي رسومه بشكل أسرع، لكن القيمة الفنية بعيدة جداً من اللوحات الحقيقية». بين عمار شلق ومروان حداد خلاف كبير، هل يمكن هذا الخلاف أن ينتهي وأن نشاهد عمار في مسلسل من إنتاج «مروى غروب»؟ يقول: «يدي أمدها نحو الجميع فأنا لا أهوى الخلافات، لكنني ضد السياسة التي يتبعها حداد في الإنتاج، فحين تتغير تلك السياسة أغير رأيي تجاهه». عدد الممثلين اللبنانيين الذين يشاركون في أعمال عربية يزداد، مع الفارق الكبير بين الإنتاج اللبناني والإنتاج العربي، فهل يمكن ذلك أن يساهم في رفع المستوى المحلي؟ يقول بحماسة: «ما بدأ البعض يلاحظه اليوم، لاحظته منذ سبعة أعوام، لكن المشكلة أنني حين كنت أتكلم كانوا يظنون أنني أريد أن أتفلسف وما كانوا يفهمون ما أقوله، وأخيراً أتى الوقت الذي لمسوا ما لمسته قبلهم». ويرى عمار أن الممثلين اللبنانيين بدوا مختلفين في المسلسلات «المنتجة كما يجب»، حيث يمكن المخرج والممثل وكل الفريق التقني أن يتأنى في عمله كي يقوم به على أكمل وجه، فما من ضغوطات تستعجلهم لأن، مثلاً، صاحب البيت الذي يصورون فيه يريد الدخول إلى بيته. «في الإنتاج اللائق يكون الجميع مرتاحاً وما من هم عنده سوى تقديم أفضل ما يستطيع». في ما يتعلق بتقدم مستوى الإنتاج اللبناني يعبر شلق عن تمنيه بأن يتحد الممثلون، على الأقل الذين لاحظوا الفارق، ويرفضون العودة إلى الوراء. «الإنتاج لا يقتصر على المبلغ الذي يقبضه الممثل لقاء دوره، الإنتاج يبدأ منذ لحظة تسلم النص إلى لحظة ظهور المسلسل على الشاشة». هل فكر يوماً بدخول مجال الإنتاج؟ «كل شيء في حينه» يقول. وماذا عن فكرة دخول عالم الإخراج الذي حدثنا عنها منذ زمن؟ الجواب نفسه: «كل شيء في حينه». إذا أراد أن يقدم حلاً لتحسين الدراما اللبنانية، ماذا يقترح؟ الحل يكمن، على حد قوله، في أن تتوقف المحطات عن تحديد سقف للحلقة الدرامية، وثانياً في أن يقوم مديرو البرامج في المحطات بعملهم والتمييز بين مسلسل تاريخي وآخر عصري، وبين مسلسل فيه سبعة ممثلين وآخر فيه أربعون ممثلاً. ويتساءل شلق لماذا تشتري المحطات الخليجية الدراما الخليجية بسعر يبلغ ضعف سعر المسلسلات العربية، في حين أن المحطات اللبنانية تدفع للدراما اللبنانية نصف ما تدفعه كي تشتري أعمالاً سورية أو مصرية؟ عمار شلق لا يحب السعي خلف الأضواء، فهل كان ذلك سبباً في مرور خبر زواجه بشكل «شبه سري»، أو لنقل بعيداً من عيون جمهوره؟ يشدد على أنه يحترم محبة الجمهور ويقدرها، ويؤكد أن أعماله وأفكاره وفنه هي في متناول الجمهور، لكنه يفضل أن تبقى حياته الشخصية «شخصية».