بعدما تألّق الممثل اللبناني عمّار شلق في الأدوار الدرامية يخوض للمرّة الأولى تجربة الكوميديا في شكلٍ مباشر بعدما جسّ النبض من خلال دوره في فيلم «خلّيك معي». هذه التجربة لم يدخلها شلق إلاّ بعد تأكّده من أنّ النص الذي كتبته مايا سعيد يتماشى مع نظرته إلى الكوميديا، بعيداً من التهريج ومن الشخصيات النافرة. المسلسل عنوانه «فرحة ومرحة» وسيبدأ عرضه على شاشة «أم تي في» ابتداءً من 27 الشهر الجاري، وهو من إخراج يوري مرقدي. «ألعب شخصية «جهاد مرحة» ويؤدي طلال الجردي دور «زياد فرحة»، ويعيش السيدان «فرحة ومرحة» تجارب عدة يوقعان من خلالها الآخرين في مشاكل أو يقعان هما في مشاكل، لكن المهم أنّ كل حلقة تنتهي بعبرة ذكية تمرّ من دون وعظ مباشر». ويقول شلق: « في العالم العربي لا نجد تخصصاً عند المخرجين في نوع درامي محدد، أمّا الآن فيمكنني أن أقول إنّ العالم العربي صار عنده مخرج كوميدي متخصص هو يوري مرقدي». يستعد شلق أيضاً للبدء بتصوير مسلسلٍ جديد عنوانه «إستشارة» من كتابة علي مطر وإخراج وليد فخر الدين يروي قصة طبيب نفسي يتأثّر بالحالات النفسية عند مرضاه فيحملها معه إلى بيته وعائلته. إضافة إلى هذا المسلسل سيتابع تصوير الجزء الثالث من مسلسل «لحظات حرجة» الذي دُبلج إلى التركية فانقلبت الآية هذه المرّة وصار الأتراك يستوردون الدراما بدل تصديرها. نمازحه بسؤال: «هل نفهم أنّك صرت في تركيا مثل مهنّد في العالم العربي؟» يجيب ضاحكاً: «بل أقوى منه!» وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المسلسل دُبلج إلى أكثر من لغة منها الإنكليزية والفرنسية وحتّى الصينية! الدور الأكثر لفتاً للإنتباه الذي لعبه عمار شلق خلال شهر رمضان الفائت كان دور الشيخ راغب حرب في مسلسل «الغالبون» حيث استطاع الوصول إلى عمق هذه الشخصية عبر إجادة لهجتها وطريقة كلامها وحركتها، وعلمنا أنّه قام بأبحاث كثيرة حول هذه الشخصية وزار مسقط رأسها أكثر من مرة، فهل يمكن القول إنّ هذا الدور هو أكثر الأدوار التي استعد لها؟ «هناك أدوار تجعلك أمام تحدٍّ أو تُقلقك، أمّا دور الشيخ راغب حرب فجعلني أشعر قبل كل لقطة أنني أمام امتحان صعب، فهذه الشخصية حقيقية، شخصية أثرّت في بيئة كاملة وما زال الناس يتذكّرونها»، يقول. شاهد شلق طويلاً التسجيلات التي وصلته عن الشيخ راغب حرب فكان يراقب حركاته ثم يمضي بقية اليوم بالتحدّث بلهجته مع المحيطين به، ثمّ يطلب من أحد سكّان منطقة الجنوب إعطاءه ملاحظات حول طريقة كلامه كي تكون لهجته صحيحة تماماً. كثيراً ما ردد شلق أنّه يتمنّى لعب دور السيد المسيح، فهل ما زال هذا الحلم قائماً؟ «طبعاً، وأكثر من قبل»، يسارع إلى القول، «فالآن بدأت أشعر بأن الحلم يضيع منّي لأنني أتقدّم في العمر وأبتعد شيئاً فشيئاً عن عمر السيد المسيح». ويختتم ضاحكاً: «إذا أراد أحد أن يعرض علي الدور فعليه أن يسرع». شلق الذي يتعمّق بكل سيناريو يصل إلى يديه ويقرأه بدقة قبل الموافقة عليه، ألا يفكّر في دخول مجال الكتابة؟ «حاولت قديماً كتابة سيناريو لكنني حين أعدت قراءة ما كتبت لم أكن راضياً عنه فتركته جانباً» يقول، ويضيف: «ثمّ أعدت المحاولة منذ فترة فوجدت النتيجة أفضل، لكن المشكلة أنّ الكتابة تحتاج إلى الكثير من الوقت». تجربة الإخراج ليست بعيدة أيضاً من شلق وهي مشروعه المقبل، فالإخراج بالنسبة إليه هو رؤية، وكان يفكّر ببدء تحقيق رؤيته حين يبلغ الأربعين، «فإذا بالعروض التمثيلية تزيد بكثرة في هذه السن، فأجّلتها حتّى الخامسة والأربعين». في ظلّ الأوضاع الإنتاجية التي يتحكّم فيها بعض المنتجين وجد عدد من الممثلين طريقة للخروج من تحت رحمة هؤلاء بأن يؤسسوا شركات إنتاج خاصة تنتج ما يرضيهم، فأين هذه الفكرة من عمّار؟ «لقد فكّرت طويلاً بتأسيس شركة إنتاج خاصة بي وأنا أعمل بجدية على هذا الموضوع». موضوع الإنتاج هذا يبدو أنّه يلعب على الوتر الحسّاس عند شلق الذي ينفعل حين يعلن: «مشكلتنا الأساسية تكمن في التسويق لأنّ المحطات اللبنانية التي فرضت سعراً متدنياً في الحلقة الدرامية أجبرت المنتجين على تخفيض إنتاجهم، وأدّى ذلك إلى عدم إمكان المنافسة مع حلقة كلّفت ضعفَي أو ثلاثة أو أربعة أضعاف الحلقة في مسلسل لبناني». ويوجّه شلق رسالة مباشرة إلى المحطات التلفزيونية اللبنانية لوقف الأسئلة «العجيبة» عن وضع الدراما اللبنانية في برامجها الحوارية قبل أن ترفع سقف أسعار الحلقات الدرامية، «فلا يجوز أن تدفع محطة السعر نفسه لحلقة من «باب إدريس» الذي يحتاج إلى ديكورات تاريخية كثيرة ولحلقة من «مرتي وبنتي وأنا» الذي يصوّر في ديكور واحد أو اثنين، وهنا لا أقلل من قيمة المسلسل الثاني بل أتحدّث عن نوع العمل وكلفته». وينفعل أكثر عند حديثه عن برامج الحوار اللبنانية التي تدفع للممثل السوري والمصري كي تستضيفه، وتتفاجأ إذا سأل الممثل اللبناني إن كانوا سيدفعون له كي يستضيفوه! ماذا يستطيع أن يغيّر إذا أنتج بنفسه؟ يجيب: «إذا أنتجت وبقيت الحال كما هي عليه سيكون آخر همّي أن أبيع أعمالي للمحطات اللبنانية، بل سأتوجّه إلى السوق العربية التي تقدّر قيمة الأعمال، ولا أعتقد أنّ الأتراك أفضل منّا».