عززت باكستان التدابير الأمنية أمس، استعداداً لتنظيم الأقلية الشيعية في البلاد مسيرات ذكرى عاشوراء، وغداة مقتل 55 شخصاً وجرح 120 آخرين في تفجير انتحاري شحنة ناسفة حملها أمام مدخل معبر واجا الحدودي مع الهند قرب مدينة لاهور (شرق)، حيث حضر حشد المراسم اليومية لإغلاق البوابة. واعتبر تفجير بوابة واجا الأعنف في باكستان منذ ايلول (سبتمبر) 2013، حين سقط 80 قتيلاً في هجوم استهدف كنيسة في بيشاور (شمال غرب)، علماً ان الهجمات نادرة في اقليم البنجاب الأغنى في البلاد والأكثر اكتظاظاً بالسكان، ومركز الثقل الانتخابي لرئيس الوزراء نواز شريف. وتبنت 3 فصائل تابعة لحركة «طالبان باكستان» الهجوم الأكبر منذ بدء الجيش في حزيران (يونيو) الماضي عملية ضد معاقل المتشددين في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وقال المحلل الأمني حسن عسكري إن «تركيز رجال الأمن على التهديدات خلال ذكرى عاشوراء، صرف انتباهم عن عروض بوابة واجا التي مثلّت الهدف الأسهل». ولم تستبعد صحيفة «دون» ارتباط الهجوم بالعملية العسكرية في شمال وزيرستان، وكتبت: «يُحتمل استهداف متتبعي المراسم عمداً بسبب دعمهم الواضح لقوات الأمن». وفيما نفِذ الهجوم في مرحلة حساسة في العلاقات بين إسلام آباد ونيودلهي مع تزايد حوادث القصف عبر حدود اقليم كشمير المتنازع عليه بينهما، دان رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الهجوم الذي «أحدث صدمة»، ووصفه بأنه «عمل ارهابي خسيس»، مقدماً التعازي للأسر المفجوعة. وأكد ار. بي. اس حاسوال، نائب المفتش العام في قوات حرس الحدود الهندية، تشديد اجراءات الأمن على الحدود، «رغم ان جانبنا آمن». ومع توقع نزول آلاف من أقلية الشيعة الى الشوارع لإحياء ذكرى عاشوراء التي شهدت حوادث طائفية دموية في السنوات الأخيرة، نشرت السلطات حوالى 10 آلاف من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية في إسلام آباد وروالبندي، واغلقت بعض خدمات الهواتف النقالة في اجراء روتيني يطبق في الأوقات الحساسة في باكستان لمنع المتطرفين من استخدام هواتف نقالة لتفجير عبوات.