ميرانشاه، باراتشينار، غاري خودا بخش (باكستان) – أب، أ ف ب، رويترز - أفادت مصادر أمنية باكستانية امس، ان 13 شخصاً قتلوا وأصيب ثلاثة بجروح حين اطلقت طائرة اميركية من دون طيار صواريخ على مخبأ لمتمردي «طالبان» في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد السبت. وسقطت الصواريخ على منزل في قرية سيدجي في اقليم شمال وزيرستان قرب الحدود الأفغانية. وأعلن مصدر رفض الكشف عن هويته في هيئة الاستخبارات في ميرانشاه، كبرى مدن الإقليم والتي تبعد سبعة كلم عن سيدجي ان «عناصر طالبان انتشلت جثثاً من تحت الأنقاض»، مشيراً الى ان من بين القتلى احد القادة المحليين ويدعى عبد الرحمن. وأشار مراسلون الى ان المساجد في ميرانشاه اعلنت «استشهاد» عبد الرحمن. ويعود المنزل المستهدف الى زعيم قبلي محلي يدعى عصمة الله وهو على صلة بحركة «طالبان». وكان عناصر من شبكة حقاني التي تدبر هجمات ضد القوات الدولية المنتشرة في افغانستان تستخدم المنزل، كما قال مصدر امني. وتفاقم الهجمات الأميركية مشاعر العداء للولايات المتحدة بين السكان، علماً ان عملية القصف هذه على شمال وزيرستان هي الثالثة منذ 17 الشهر الجاري. ومنذ آب (أغسطس) 2008 اغارت الطائرات الأميركية من دون طيار 69 مرة على الأقل على اهداف في باكستان، موقعة 647 قتيلاً. وتفيد تقارير أميركية ان البيت الأبيض سمح لوكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أي) بتكثيف استخدام الطائرات من دون طيار لضرب مواقع «طالبان» و «القاعدة» في باكستان. وأطلق الجيش الباكستاني في 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، هجوماً برياً على جنوب وزيرستان، معقل «طالبان باكستان». ولكنه لم يشن اي عملية عسكرية برية في شمال وزيرستان. من جهة أخرى، قال مسؤولون باكستانيون إن متشددين فجروا منزل مسؤول حكومي في منطقة كورام على الحدود الأفغانية امس، أسفر عن مقتله وخمسة آخرين بينهم اطفال. ووقع الهجوم في منطقة كورام السفلى وقتل فيه سارفراز خان المسؤول في الحكومة المحلية وابنه. ويبدو أن الهجوم يأتي في إطار حملة يشنها المقاتلون المرتبطون بتنظيم «القاعدة» على السلطات التي ينظر إليها على أنها موالية للولايات المتحدة. وتم تعزيز إجراءات الأمن في أنحاء باكستان استعداداً لذكرى عاشوراء وهي من أبرز المناسبات لدى الشيعة ووقعت خلالها في السنوات الأخيرة هجمات دامية شنها متشددون سنة. وقال مسؤولون إن الهجوم الذي وقع قبيل الفجر على منزل خان ليس له صلة بالعنف الطائفي في باكستان التي تعيش فيها غالبية سنية. وأضافوا أن الهجوم ربما جاء رداً على الحملة العسكرية ضد متشددي «طالبان» في المنطقة. وقال خالد ممتاز كوندي المسؤول في الحكومة المحلية: «زرعت متفجرات قرب سور المنزل وانفجرت في ساعة مبكرة من الصباح ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص». كما سقط 5 قتلى بتفجير انتحاري استهدف مسجداً للشيعة في مظفر آباد (شمال شرق). على صعيد آخر، شارك آلاف من انصار حزب الشعب الباكستاني الحاكم في احياء ذكرى رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت قبل سنتين. وتجمع آلاف حول الضريح في قرية غاري خودا بخش الجنوبية، لكن قوات الأمن منعتهم من دخول المجمع. وكانت بوتو قتلت في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2007 في هجوم انتحاري بعد خطاب في تجمع انتخابي في راولبندي قرب العاصمة إسلام آباد. وفرضت إجراءات أمنية مشددة لحماية الرئيس آصف علي زرداري زوج بوتو ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اللذين وضعا اكاليل من الورود على ضريحها. وقالت المواطنة رحيمان بيبي (65 سنة) ان «الحكام جعلوا بينظير زعيمة للأغنياء ولم تعد زعيمة للفقراء كما كانت في حياتها». وأضافت: «جئنا لزيارة قبر الزعيمة لكنهم لم يسمحوا سوى للأغنياء بالدخول وليس للفقراء مثلنا». وزار زرداري وأبناؤه الثلاثة قبر بوتو في وقت متأخر السبت.