نفى الناطق باسم «طالبان باكستان» شهيد الله شهيد أمس، تقارير صحافية عن بدء إسلام آباد محادثات سلام مع الحركة، فيما أعلن مسؤولون أمنيون مقتل 4 متمردين على الأقل في هجوم صاروخي شنّته طائرة أميركية بلا طيار على مجمّع في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وقال شهيد: «لم نجرِ اتصالات مع أي مسؤول في الحكومة الباكستانية، كما لم نتلقَ أي عرض لمحادثات سلام»، مضيفاً: «أنها دعاية مطلقة، وعلى الحكومة إن تقدم إثباتاً على ذلك». وكانت صحيفة «دون» الناطقة بالإنكليزية نقلت عن وزير الإعلام برويز رشيد قوله إن «الحكومة تجري محادثات سرية غير رسمية مع طالبان باكستان». وأكد أن الهدف الرئيس لإسلام آباد هو إعادة السلام، «إذ يجب أن ننقذ بلدنا من تهديد الإرهاب، وسنستخدم كل الخيارات لتحقيق هذا الأمر». كما نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) الناطقة بلغة الأردو عن مسؤول حكومي بارز لم تسمه وقيادي في «طالبان» تأكيدهما بدء محادثات سلام. وكانت التقارير عن بدء محادثات سلام وردت قبل نحو أسبوعين، بعدما عرض رئيس الوزراء نواز شريف الحوار مع المتطرفين، في أول خطاب متلّفز وجّهه إلى الأمة منذ فوزه بانتخابات 11 أيار (مايو) الماضي. وأبعدت «طالبان» الأسبوع الماضي عضو قيادتها في البنجاب، عصمت الله معاوية، بحجة ترحيبه بدعوة شريف للحوار، وقوله إن «رئيس الوزراء أظهر نضجاً». وعلى رغم تلميح وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته إسلام آباد مطلع آب (أغسطس) الماضي إلى احتمال إنهاء غارات الطائرات بلا طيار «قريباً جداً» في ظل تراجع عمليات التمرد، قتل 4 متمردين على الأقل في غارة أميركية استهدفت مجمّعاً في قرية هيسو خيل شرق ميرانشاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان، أحد معاقل «طالبان» والمتمردين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وتثير ضربات الطائرات الأميركية استياء كبيراً في باكستان، لكن واشنطن تعتبرها وسيلة ضرورية في محاربة متمردي «طالبان» و»القاعدة» في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان، وغير الخاضعة لسلطة القانون. واحتجت إسلام آباد مرات على انتهاك هذه الضربات سيادتها، وطالبت بمراجعة استخدامها. إلى ذلك، أحبطت الشرطة هجوماً بسيارة مفخخة رصدتها، إثر معلومات استخباراتية، داخل منزل في قرية بهارا كاهو على مشارف إسلام آباد. وشددت الشرطة إجراءات الأمن في العاصمة بعد الحادث، معلنة أن السيارة غير المسجلة احتوت 125 كيلوغراماً من المتفجرات. وصرّح ناطق باسم قوات حرس الحدود بأن 10 مسلحين بينهم قائدان في «طالبان» قتلوا وجرح آخرون، في هجوم شنّه متمردو الحركة على دوريتهم في منطقة ماند بإقليم بالوشستان (جنوب غرب).